- رضي الله عنه - قال: خَطَبَ عُمر - رضي الله عنه - فقال في خطبته: ثم إنه بلغَني أنَّ قائلًا منكم يقول: والله لو مات عُمَر بايعت فلانا, فلا يغْتَرَّنَّ امرؤٌ أن يقول: إنما كانت بيعْة أبي بَكْر فَلْتةً وتمَّت, ألا وإنها قد كانت كذلِكَ, ولكن الله وقَى شرَّها وليْس فيكم من تُقطع الأعناق إليه مِثلُ أبي بَكْر, وذكَر القِصّة إلى أن قا: فَتَشهَّد خطيب الأنصار فقال:
أما بعد: فَنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام, وأنتم معشرُ المُهاجرين رَهْط وقدْ دَفّتْ دَافةٌ من قومكم, فإذا هم يُريدُونَ أن يَخْترلونا من أصلنا وأن يحْضُنُونا من الأمْر, فلمَّا سكت أَردتُ أن أتكلّم وكنت زورت مقالةً أعجبتني أريدُ أن أقدمها بين يدي أبي بكر وكنت أداري منه بعض الحدّ, فلمّا أَردتُ أن أتكلَّم قال أبوبكر: على رِسْلِكَ, فكرِهت أن أغضبَه, فتكلم أبو بكر, فكان هو أحلم مني وأوقر, والله ماترك من كلمة أعبتني في تزويري إلا قال في يَدِيهتِهِ مِثلَها أو أفضلِ منها حتى سَكت وساق الكلام إلى أن قال: فقال قائِلْ الأنصار: أنا جُذَيْلُها المُحكَّك, وعُذيْقها المُرَجَّب, منا أميرٌ ومنكم أميرٌ يامعشر قُريش, فكثُر اللّغط, وارتفعت الأصوات, حتى فَرِقتُ من الإختلاف فقُلتُ: ابسط يدَك يا أبا بكر, فبسط يدَه, فبايعْتُه وتابعَه المُهاجرون, ثم بايعته الأنصار وذكر الحديث إلى أن قال: فمَن بَايع رَجُلًا من غير مشورة من المسلمين, / فلا يتابع هو ولا الذي بايَعَهُ, تَغِرةً أن يُقتلا.
قولهُ: إنّما كانت بيْعه أبي بكر فَلتهً, فإن معنى الفَلتةِ: الفُجَاءة.