للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رأينا غير واحد من ثقات أهل الزهد والورع، وبلغنا عن غير واحد من أصحاب الرياضيات [الرياضات] وأهل الصفاء والإخلاص من أهل المعرفة يخبرون أنهم يدركون أشخاصهم، فأما قول الله تعالى: {إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم} فإن ذلك حكم الأعم الأغلب من أحوال بني آدم، امتحنهم الله بذلك، وابتلاهم ليفزعوا إليه ويستعيذوا به من شرهم، ويطلبوا الأمان من غائلتهم، ولا ينكر أن يكون حكم الخاص والنادر من المصطفين من عباده بخلاف ذلك، فقد قال تعالى: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين} وقال: {إلا عبادك منهم المخلصين} فأخبر أنهم لا يسلطون على أوليائه، ولا يجدون السبيل إليهم، وهذا المعنى كأنه هو علة رؤيتهم إيانا وعدم رؤيتنا إياهم والله أعلم.

وقد روينا عن عمر بن الخطاب وأبي أيوب الأنصاري، وعن غير واحد من الصحابة رؤية الجن ومعالجتهم إياهم، وغير حديث من طريق الثقات من النقلة والأثبات منهم.

وفي الحديث دليل على أن أصحاب سليمان كانوا يرون الجن وتصرفهم له وبين يديه، وذلك من دلائل نبوته، ولولا مشاهدتهم إياهم لم تكن تقوم له الحجة بمكانهم عليهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>