قيراطا قيراطا، ونحن كنا أكثر عملا. قال الله تعالى: هل ظلمتكم من أجركم من شيء؟ قالوا: لا. قال: فهو فضلي أوتيه من أشاء.
(قلت): يروى هذا الحديث على وجوه مختلفة في توقيت العمل من النهار وتقدير الأجرة، ودل فحوى الكلام من هذه القصة في هذه الرواية على أن مبلغ الأجرة لليهود لعمل النهار كله قيراطان، وأجرة النصارى للنصف الباقي من النهار إلى الليل قيراطان، (فلو تموا [؟] العمل) إلى آخر النهار لاستحقوا تمام الأجر، وأخذوا قيراطين قيراطين، إلا أنهم انخزلوا عن العمل ولم يفوا بما ضمنوه، فلم يصيبوا إلا ما خص كل فريق منهم من الأجرة وهو قيراط، ثم إنهم لما رأوا المسلمين وقد استوفوا قدر أجرة الفريقين معا حاسدوهم فقالوا: نحن أكثر عملا وأقل أجرا، فقيل لهم: هل ظلمتكم من أجركم من شيء؟ ولو لم يكن صورة الأمر على هذا لم يصح هذا الكلام. وقد روى أبو عبد الله هذه القصة من طريق أبي موسى الأشعري.