صلى الله عليه وسلم غير كذوب، وإنما أراد به عبدَ الله بن يزيد الذي روى عن البراء.
قوله: وهو غير كذوب، لا يوجب تهمة في الراوي حتى يحتاج إلى أن ينفي عنه بهذا القول، إنما يوجب ذلك إثبات حقيقة الصدق (له) لتقع الوثيقة بقوله ويتأكد العلم بروايته، وهذا عادة الصحابة فيما يروونه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول يريدون إيجاب العمل به أو تأكيد العلم فيه كقول أبي هريرة في غير حديث: سمعت خليلي الصادق المصدوق. وقول عبد الله بن مسعود: حدثني الصادق المصدوق: أن النطفة إذا وقعت في الرحم الحديث.
وهذا لا يوجب ظنة كانت فترفع بهذا القول أو تنفى بزيادة هذا الوصف، إنما هو نوع من الثناء، وضرب من ضروب التأكيد للشيء إذا اشتدت به العناية من القائل فيؤكده به.