السلام، وإليك السلام، والسلام مصدر من سلم يسلم سلامة وسلاما، كما قيل: رضع يرضع رضاعة ورضاعا، ومرجع الأمر في إضافة السلام إلى صفات الله تعالى أنه ذو السلامة من كل نقص وآفة وعيب. وقد يحتمل ذلك وجها آخر وهو أن يكون مرجعها إلى حظ العبد وحاجته فيما يطلبه ويبتغيه من السلامة من الآفات والمهالك، ولذلك جعل هذا الاسم تحية بين المسلمين وشعارا عند التلاقي ليتحروا بها السلامة بعضهم من بعض، فيعمهم الأمن والسلامة، ولما وجدهم النبي صلى الله عليه وسلم يستعملونه في الثناء على الله عز وجل أمرهم أن يصرفوه إلى خطاب الخلق لحاجتهم إلى السلامة والعدول به عن معنى الثناء بذلك على الله تعالى لغناه وافتقارهم إليه، وأمر أن يقال في الثناء على الله عز وجل: التحيات لله والصلوات والطيبات، فإنها لا تليق بغيره ولا تبتذل في تحية من سواه.