للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد ثَبتَ عن عائشَة، رضي الله عنها، أنَّها قالت: طَيَّبتُ رسول اللهِ، صلى الله عليه وسلم، لحَرمِهِ حينَ أحرَمَ، ولحِلِّهِ حينّ حَلَّ، وقالت: كأني أنظرُ إلى وبيصِ الطيب في مَفرق رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، وهو مُحرِمٌ،، وقدْ ذَكَرهُ أبو عبدِ الله في هذا الكِتابِ، فدلَّ على أن بَقاء أثَرِ الطيبِ بعدَ إحْرامِهِ لا يوجِبُ عليهِ دَماً.

وفي قولهِ، " وانزعِ الجُبَّةَ /، بيانُ أنَّه لا (يلبس) الثِّياب المخِيطة، وإذا نَزَعها من رأسِهِ لم يلزَمهُ دَمٌ لذلكَ، ولا جبران.

وقَولهِ: " واصنعْ في عُمرَتِكَ ما تصنَعُ في حَجِّكَ " يريدُ: اجتِنابَ النَّساء، والصَّيد، والطِّيب، واللباسِ، كما يجتَنِبُها الحاج، فإنَّ عَمل العُمرَة هوَ عملُ الحَجِّ، خلا أنه لا يجبُ عليهِ الوقوفَ بعَرفةَ مع تَوابِعهِ.

وفي الحديثِ أيضاً: دليلٌ على لأنَّ الناسي لإحرامِهِ إذا لَبسَ الثيابَ المخيطةِ لم يَكن عَليهِ شيءٌ، إذ هُو بعِلةِ الجَاهلِ، لأنَّ هذا الرجلَ كان حديثَ العهدِ بالإسلام، جاهلاً لأحكامهِ، فَعَذرَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ولم يُلزِمه دماً.

<<  <  ج: ص:  >  >>