وسلم وبقصده إياهم: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، فلم يعنفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأكثر من قوله:(لا تقل ذلك، أليس قد شهد بدرا؟ وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: افعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم)، فبرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم من النفاق، وعذر عمر فيما تناوله به من ذلك القول، إذ كان الفعل الذي جرى منه مضاهيا لأفعال المنافقين الذين يكيدون رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعاونون عليه كفار قريش، وكذلك قصة معاذ بن جبل (حين) افتتح في صلاة العشاء سورة البقرة، فخفف رجل صلاته خلفه لعذر كان له، فلما لقيه معاذ قال له: نافقت، فعذره رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك بعد أن قال له: أعُدتَ فتانا؟ وأمره بتخفيف الصلاة إذا كان إماما.
وعلى هذا المعنى يتأول قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال الرجل لأخيه (يا كافر فقد باء به أحدهما)، وذلك إذا كان هذا