للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ}؛ يعني: في جَنَّتِهِ {ذَلِكَ} يعني الدخول {هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (٣٠)} وموضع "الَّذِينَ" رفع على الابتداء، و {يُدْخِلُهُمْ} الخبر، وهو شرط وجزاء {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا} جواب {أَمَّا} محذوف؛ لأن في الكلام دليلًا عليه، والمعنى: وأما الذين كفروا فَيُقالُ لهم أو: فيقول اللَّه (١): {أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي} يعني القرآن {تُتْلَى عَلَيْكُمْ} تُقْرَأُ عليكم {فَاسْتَكْبَرْتُمْ}؛ يعني: تَكَبَّرْتُمْ عن الإيمان بالقرآن {وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ (٣١) يعني: مذنبين متكبرين كافرين.

قوله: {وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ} يعني القيامة {لَا رَيْبَ فِيهَا}؛ أي: لا شك أنها كائنة، قرأ حمزة وأبو رجاء العطاردي: {وَالسَّاعَةُ} نصبًا (٢) عطفًا على الوعد، وقرأه العامة رفعًا على الابتداء، وخبره فيما بعده، ودليلهم قوله تعالى: {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} (٣) بالرَّفع لا غير (٤).

قوله عَزَّ وَجَلَّ: {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٣٦)} قرأ العامة: "رَبِّ" بكسر الباء في ثلاثتها على النعت للَّهِ (٥)، وقرأ ابن محيصن رفعًا (٦) على معنى: هو رب العالمين.


(١) في الأصل: "يقال لهم أو يقول اللَّه".
وما ذكره المؤلف من أن الجواب محذوف هو قول الزجاج والنحاس، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٤٣٥، معانِي القرآن للنحاس ٦/ ٤٣٤، وينظر أيضًا: شفاء الصدور ورقة ١٢/ ب.
(٢) وهي أيضًا قراءة الأعمش وأبِي عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر وأبِي حيوة والمفضل، ينظر: السبعة ص ٥٩٥، البحر المحيط ٨/ ٥١، الإتحاف ٢/ ٤٦٨.
(٣) الأعراف ١٢٨.
(٤) هذا القول حكاه الفارسي عن الأخفش في الحجة ٣/ ٣٩٦.
(٥) أو على البدل من لفظ الجلالة، ينظر: إعراب القرآن للنحاس ٤/ ١٥٦.
(٦) وهي أيضًا قراءة مجاهد وحميد، ينظر: تفسير القرطبي ١٦/ ١٧٨، البحر المحيط ٨/ ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>