للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيء مما خلق اللَّه يُخَبِّئُ ويَدخِرُ إلا: الإنسان والفأرة والنملة (١).

[فصل]

عن ابن عُمر -رضي اللَّه عنه- قال: خرجتُ مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فدخلت معه حائطًا من حوائط الأنصار، فجعل يَلْقُطُ الرُّطَبَ بيده ويأكل، فقال: "ما لكَ لا تأكلُ يا ابن عمر؟! "، فقلتُ: لا أشتهيه يا رسول اللَّه، فقال -عليه السّلام-: "لكني أشتهيه، وهذه صُبْحُ رابعةٍ منذ لم أذق طعامًا"، فقلتُ: إنّا للَّهِ، اللَّه المستعان، فقال: "يا ابن عمر! لو شئتُ لَدعوتُ رَبِّي فأعطاني مثل مُلْكِ كِسْرَى وقَيْصَرَ أضعافًا مضاعفة، ولكنْ أجوع يومًا، وأشبع يومًا، فكيف بكَ يا ابن عمر إذا بقيتَ في قوم يخبِّئون رزق سنتهم، ويَضْعُفُ اليقينُ"؛ فواللَّه ما برِحنا حتى نزلت: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا. . .} الآية (٢).

والدابة: كل حيوان يَدِبُّ على وجه الأرض مما يعقل ولا يعقل، وقد تقدم تفسير {كَأَيِّنْ} فِي سورة آل عمران (٣).

قوله تعالى: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ} باطلٌ وغرور وعبث


= بالكوفة، وسكن مكة، وتوفِّي بها سنة (١٩٨ هـ)، كان حافظا ثقة واسع العلم كبير القدر، قال الشافعي: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز، حَجَّ سبعين سنة، من كتبه: الجامع في الحديث، التفسير. [سير أعلام النبلاء ٨/ ٤٥٤ - ٤٧٥، الأعلام ٣/ ١٠٥].
(١) ينظر قول سفيان في تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص ٢١٥، معاني القرآن للنحاس ٥/ ٢٣٥، الكشف والبيان ٧/ ٢٨٩، الوسيط ٣/ ٤٢٥.
(٢) ينظر: الكشف والبيان ٧/ ٢٨٨ - ٢٨٩، الوسيط ٣/ ٤٢٥، أسباب النزول ص ٢٣١، وضَعَّفَهُ القرطبي في تفسيره ١٣/ ٣٥٩، تفسير ابن كثير ٣/ ٤٣٥، الدر المنثور ٥/ ١٤٩.
(٣) يعني قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ}. آية ١٤٦، وهي في القسم المفقود من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>