للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢١٨ - لَيْسَ كَمِثْلِ الفَتَى زُهَيْرٍ... خَلْقٌ يُوازِيهِ فِي الفَضائِلْ (١)

وقيل (٢): هذه الكاف الداخلة على مِثْلٍ مؤكدة للنفي، كما تقول العرب: ليس لك نظيرٌ، ولا لنظيرِكَ نظيرٌ، {وَهُوَ السَّمِيعُ} لِما يُقالُ {الْبَصِيرُ (١١)} بأعمال الخلق.

[فصل]

رُوِيَ عن سفيان الثوري أنه قال: قيل لرجل من العرب: صِفِ اللَّهَ، قال: أعْبُدُهُ، ولا أصِفُهُ، وأعْرِفُ قُدْرَتَهُ، ولا أصِفُ قُدْرَتَهُ، وأصْرِفُ الأشياءَ إليه، ولا أصْرِفُهُ، وأُصَوِّرُ خَوْفَهُ فِي قَلْبِي، ولا أُصَوِّرُهُ، وأنْظُرُ إلى ثوابه وعقابه بِعَيْنِ قَلْبِي، وإنْ لَمْ أرَهُ بِطَرْفِ عَيْنِي.

قوله عَزَّ وَجَلَّ: {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} يعني مفاتيح خزائن السماوات، ومقاليد السماوات: المطر، ومقاليد الأرض: النبات، والمعنى: أنه يقدر على فتحها، يملك فتح السماءِ بالمطر، والأرضِ بالنبات، يدل على هذا


= وأكْثَرُ إقامتِهِ بالحِيرةِ عند الملك عمرو بن هند، عُمِّرَ طويلًا، وَلَمْ يدرك الإسلام، فِي شعره حكمة ورقة، وكان غَزِلًا مُغْرَمًا بالنساء، وكانت تَمِيمٌ تقدمه على شعراء العرب. [الشعر والشعراء ص ٢٥٨، ٢١٥، الأعلام ٢/ ٣١].
(١) البيت من مخلع البسيط، لأوس بن حجر، وليس في ديوانه.
التخريج: الكشف والبيان ٨/ ٣٠٦، عين المعانِي ١١٨/ أ، البحر المحيط ٧/ ٤٨٨، الدر المصون ٦/ ٧٧، اللباب في علوم الكتاب ١٧/ ١٧٤، روح المعانِي ٢٥/ ١٨، فتح القدير ٤/ ٥٢٨.
(٢) هذا هو القول الأول الذي ذكره المؤلف في الصفحة السابقة، وهو أن الكاف صلة، فكَرَّرَهُ مَرةً أخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>