للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ}؛ أي: أَخْفِضْ مِنْ صَوْتِكَ {إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ} أي: أقبحها، وقيل: أشدها {لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (١٩)}؛ لأن أوله زفير، وآخره شهيق، قال سفيان (١) في تفسير هذه الآية: صِياحُ كُلِّ شيءٍ يُسَبِّحُ للَّه -عَزَّ وَجَلَّ- إلّا الحمارَ، ولأنه ينهق بلا فائدة. وذكر النَّقّاش أن العطسة المرتفعةَ القبيحةَ من أنكر الأصوات (٢).

[فصل]

عن أم سعد (٣)، قالت: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- يبغض ثلاثة أصوات: نهيقَ الحمار ونُباحَ الكلب والداعيةَ بالحرب".

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ} يعني: الشمس والقمر والنجوم والسحاب والرياح {وَمَا فِي الْأَرْضِ} يعني: الجبال والأنهار والبحار والنَّبْتَ والأشجار عامًا بعام، قال الزجاج (٤): ومعنى تسخيرها للآدميِّين


(١) هو: سفيان بن سعيد بن مسروق، أبو عبد اللَّه الثوري، أمير المؤمنين في الحديث، كان سيد أهل زمانه في التقوى وعلوم الدين، ولد ونشأ في الكوفة، رفض الولاية من المنصور ومن المهدي، سكن مكة والمدينة، توفِّي بالبصرة مستخفيًا سنة (١٦١ هـ)، من كتبه: الجامع الكبير، الجامع الصغير. [سير أعلام النبلاء ٧/ ٢٢٩، الأعلام ٣/ ١٠٤]، وينظر قوله في الكشف والبيان ٧/ ٣١٦، زاد المسير ٦/ ٣٢٣، عين المعاني ورقة ١٠١/ ب، تفسير القرطبي ١٤/ ٧٢.
(٢) حكاه النقاش عن جعفر بن محمد في تفسيره شفاء الصدور، النسخة الثانية رقم ٢٩٠٧٥.
(٣) هي: جميلة بنت سعد بن الربيع بن عمرو الأنصارية الخزرجية، قُتِلَ أبوها مع الرسول يوم أُحُدٍ، وكانت يتيمةً في حجر أبي بكر، وتزوجها زيد بن ثابت. [الطبقات الكبرى ٨/ ٣٥٩، أسد الغابة ٥/ ٤١٨، الإصابة ٨/ ٦٩].
(٤) معاني القرآن وإعرابه ٤/ ١٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>