للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يهتدون إلا مَنْ هَداهُ اللَّهُ، قرأ نافع: "تَذْكُرُونَ" (١) بالتاء على الخطاب للحاضرين، وقرأ الباقون بالياء على الغيبة {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (٥٦)} يعني الرَّبُّ نَفْسَهُ تعالى، هو أهْلٌ أنْ يُتَّقَى فلا يُعْصَى، وهو أهْلٌ أنْ يَغْفِرَ لِمَنْ تاب إليه.

[فصل]

عن أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يقول اللَّه تعالى: أنا أهْلٌ أنْ أُتَّقَى، فَلَا يُشْرَكَ مَعِي غَيْرِي، وأنا أهْلٌ لِمَن اتَّقَى أنْ يُشْرِكَ بِي أنْ أغْفِرَ له" (٢).

وَرُوِيَ عن محمد بن النَّضْرِ الحارِثيِّ (٣) أنه قال: "يقول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: "أنا أهْلٌ أنْ يَتَّقِيَنِي عَبْدِي، فَإنْ لَمْ يفعل فأنا أهْلٌ أن أغفر له" (٤)، وقال قتادة: "هُوَ أهْلٌ أنْ تتقَى مَحارِمُهُ، وأهْلٌ أنْ يَغْفِرَ الذُّنُوبَ" (٥)، واللَّه أعلم.


(١) قرأ نافع وسلام ويعقوب: "تَذْكُرُونَ" بالتاء، ينظر: السبعة ص ٦٦٠، تفسير القرطبي ١٩/ ٩٠، البحر المحيط ٨/ ٣٧٢.
(٢) رواه الإمام أحمد في المسند ٣/ ١٤٢، ٢٤٣، وابن ماجَهْ في سننه ٢/ ١٤٣٧ كتاب الزهد: باب ما يُرْجَى من رحمة اللَّه يوم القيامة، وينظر: مسند أبِي يعلى ٦/ ٦٦، المعجم الأوسط ٨/ ٢٤٠، شفاء الصدور ١٨٢/ ب، الوسيط ٤/ ٣٨٨.
(٣) أبو عبد الرحمن الحارثيُّ الكوفِيُّ، عابِدُ أهْلِ زمانه بالكوفة، رَوَى عن الأوزاعي وغيره، اشتغل بالعبادة عن الرواية، وقد أرسل عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أحاديثَ. [صفة الصفوة ٣/ ١٦٠، سير أعلام النبلاء ٨/ ١٧٥].
(٤) ينظر: شفاء الصدور ١٨٢/ ب، ١٨٣/ أ، الكشف والبيان ١٠/ ٨٠، عين المعانِي ورقة ١٣٩/ ب، تفسير القرطبي ١٩/ ٩١.
(٥) ينظر: تفسير عبد الرزاق ٣/ ٣٣٢، جامع البيان ٢٩/ ٢١٤، الوسيط ٤/ ٣٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>