للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَتَبَ اللَّهُ لَهُ سَبْعَمِائةِ ألْفِ حَجّةٍ"، فاسْتَكْثَرَ رَجُلٌ مِمَّنْ سَمِعَ الرّاوِيَ ذَلِكَ، فَقالَ له: سَبْعِينَ ألْفًا أوْ سَبْعَمِائةِ ألْفٍ؟ فقال الرّاوِي: سَبْعَمِائةِ ألْفِ حَجّةٍ مَبْرُورةٍ مَقْبُولةٍ، سَمِعْتُها مِنْ سَبْعِينَ بَدْرِيًّا، رَوَوْها جَمِيعُهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-.

[باب ما جاء فيها من الإعراب]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قوله -عز وجل-: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)} يعني: قُلْ: سُبْحانَ رَبِّيَ الأعْلَى، وَإلَى هذا التأويل ذهب جماعة من الصحابة والتابعين، وقال قوم: معناه: نَزِّهْ وَعَظِّمْ رَبَّكَ الأعلى، والتسبيح هو التَّنْزِيهُ للَّهِ تعالى من الشريك والأولاد والأشباه والأنداد، والاسم صِلةٌ، والمعنى نَزِّهْ رَبَّكَ أنْ تُسَمِّيَ بِاسْمِهِ غَيْرَهُ، وقيل: ارْفَعْ صَوْتَكَ بِذِكْرِهِ، قال الشاعر:

٥٠٦ - قَبَحَ الإلَهُ وُجُوهَ تَغْلِبَ كُلَّما... سَبَحَ الحَجِيجُ وَكَبَّرُوا تَكْبِيرا (١)

وموضع {الْأَعْلَى} خفض على نعت {رَبِّكَ}، قال صاحب النَّظْمِ (٢): فقد احتج بهذا الفصلِ مَنْ يقول: إن الاسم والمُسَمَّى واحدٌ؛ لأن أحدًا لا


(١) البيت من الكامل، لِجَرِيرٍ، من قصيدة يهجو بِها الأخْطَلَ، وروايته في ديوانه:
شَبَحَ الحَجِيجُ وَكَبَّرُوا إهْلالا
اللغة: شَبَحَ الدّاعِي بالشين المعجمة: مَدَّ يَدَهُ للدعاء، الإهْلَالُ: رَفْعُ الصَّوْتِ.
التخريج: ديوانه ص ٥٢، مجمع البيان ١/ ١٤٩، عين المعانِي ورقة ١٤٤/ أ، تفسير القرطبي ١٥/ ٢٠، اللباب في علوم الكتاب ٢٠/ ٢٧٤، التاج: سبح، فتح القدير ٥/ ٤٢٣.
(٢) الحَسَنُ بن يَحْيَى بن نصر الجُرْجانِيُّ، أبو علي الجَمّاجِمِيُّ، من أهل السُّنّةِ، رَوَى عن العباس ابن عيسى العقيلي، رَوَى عنه أبو النضر الطوسي، من كتبه: نظم القرآن. [الأنساب ٢/ ٨٠، معجم البلدان ٢/ ١٨٥: جَمّاجِمُو، تاريخ جرجان ص ١٨٨، إيضاح المكنون ٢/ ٣٤٤].

<<  <  ج: ص:  >  >>