كما اهتمُّ النّحاة بشيءٍ أَدَقُّ في هذا المَجالِ، وهو إعرابُ مشكِلات القرآن، وألَّفُوا فيه كتبًا مستقِلّةً، ويأتي في مقدّمتها: مشكِلُ إعراب القرآن لِمَكِّيِّ بن أبي طالبٍ القَيْسي.
وقد كان اهتمامي بإعرابِ القرآن كبيرًا، وأحمَد اللَّهَ أنْ وفَّقني إلى تحقيق كتاب في هذا المجال، وهو:
البستان في إعراب مشكِلات القرآن
لأبي العباس أحمَدَ بن أبي بكرٍ بن عُمرَ بن أبي الخَيْر بن أبي الهَيْثم الجِبْلِيِّ المعروف بالأحنَف أو ابنِ الأحنَف اليمَنيِّ
المتوفَّى سنةَ (٧١٧ هـ).
ومن الأسباب التي دفعَتْني إلى تحقيق هذا الكتاب:
١ - عنوان الكتاب، فقد كان أوَّلَ ما دفَعَني إلى تحقيق هذا الكتاب عنوانُهُ، وهو إعرابُ مشكِلات القرآن، ذاك المجال الذي أحببته حُبًّا شديدًا منذ سني دراستي في كلية اللُّغة العربية.
٢ - كونُه لِعالِمٍ من علماء اليمن، ذلك القُطر العربِيُّ الإسلاميُّ الذي أَنْجب علماءَ في شتّى المجالاتِ العلميّة، خَدَموا الإسلام والعربيّةَ على مَرِّ العصور، فاليمن بلدٌ لمْ ينَلْ ما يستحِقُّه من اهتمام الباحثين، ولمْ يكشف الكثيرَ من أسرار خزائنه العلميّة التي تحوي كنوزًا كثيرةً جِدًّا من المخطوطات في مختلَف مجالات العلوم الإسلاميّة والعربيّة، تلك الكنوز التي لمْ ترَ النُّورَ بعدُ، وما تزال حبيسةَ هذه الخزائن التي تنتشر في اليمن.