الحمدُ للَّه الذي بنعمته تتمُّ الصالحات، أحمَدُ اللَّه حمدًا كثيرًا على نِعَمه السوابغ، وآلائه العظيمة، فبعد أربع سنواتٍ قضيتُها في صُحبة هذا الكتاب ومؤلِّفه، عايشتُهما معايشةَ الخِلِّ الوفِيِّ، والصاحب الأمين، والصَّديق المخلص، أفدتُ فيها إفاداتٍ عظيمةً في علم النَّحو واللُّغة والتفسير والقراءات وغيرها، أقول: بعدَ هذه الرحلة الطويلة، يمكنُني أن أرصُدَ بعض النتائج التي توصَّلت إليها من خلال تحقيقي لهذا الكتاب، وذلك فيما يلي:
١ - أنّ الكتابَ مهمٌّ في بابه، وهو إعرابُ مشكِلات القرآن، ويُعَدُّ إضافةً للمكتبة العربية بصفة عامة، وللمكتبة اللُّغوية بصفةٍ خاصة.
٢ - أنّ الكتابَ يكشف النِّقاب، ويُميط اللِّثام عن عالِم كبير، لم ينَلْ حظَّه من الذيوع والشهرة، ليس في علم النَّحو فحسبُ، وإنّما في علوم اللغة والفقه والتفسير والحديث وغيرها.
٣ - أنّ عدمَ اشتهار الجِبْليِّ وغيره من علماءِ اليمن المغمورين يرجع -فيما يبدو- إلى الطبيعة الخاصّة لبلاد اليمن، تلك الطبيعةِ التي فَرَضت عليها وعلى أهلها نوعًا من الانعزال عن بقيّة أقطار العالَم الإسلاميِّ الكبير، رَغْم إنجازاتهم ومؤلَّفاتهم العلميّة المهمة في مختلف ميادينِ المعرفة والحضارة الإسلامية.
٤ - أنّ الجِبْليَّ أَثْرَى كتابَه بنقولٍ كثيرةٍ عن العلماء السابقين، ومنهم: سيبوَيْهِ الذي نَقَل عنه الجِبْليُّ نقلًا صريحًا في نحو ثلاثينَ موضعًا، والفَرّاءُ الذي نقل عنه الجِبْلي