للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني: لا يخفى على اللَّه شيءٌ من أعمالكم دون أن تجدوه مكتوبًا مُحْصًى عليكم، و {يَوْمَئِذٍ} بدل من الأول (١)، وقوله: {لَا تَخْفَى} قرأه حمزة والكسائي بالياء، وقرأه الباقون بالتاء (٢).

[فصل]

عن ثابت بن الحَجّاجِ (٣) قال: قال عُمَرُ بن الخطاب -رضي اللَّه عنه-: "زِنُوا أنفسكم قبل أن تُوزَنُوا، وحاسِبُوها قبل أن تُحاسَبُوا، فإنه أهْوَنُ عليكم غَدًا، وتَزَيَّنُوا للعرض الأكبر، وذلك يومَ القيامة يومَ {تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} " (٤).


(١) يعني بالأول قوله تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ}، وهذا وجه، وقال مَكِّيٌّ: "قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ} العامل في الظرف: {تُعْرَضُونَ}. مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٠٣، وينظر: الفريد للهمدانِيِّ ٤/ ٥١٩.
(٢) قرأ عَلِيُّ بنُ أبِي طالب وحمزةُ والكسائيُّ وخَلَفٌ والأعمشُ وابنُ وَثّابٍ وابنُ مُصَرِّفٍ، وابنُ مِقْسَمٍ عن عاصم، وابنُ سعدان: {لَا يَخْفَى} بالياء وبالإمالة، قال الأزهري: "من قرأ: {تَخْفَى} بالتاء فَلِلَفْظِ {خافِيةٌ}، وهي مؤنثة، ومن قرأ: "لَا يَخْفَى" أراد: لا يَخْفَى منكم خافٍ، والهاء دخلت للمبالغة". معانِي القراءات ٣/ ٨٦، وينظر: السبعة ص ٦٤٨، الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ٣٣٣، البحر المحيط ٨/ ٣١٨، الإتحاف ٢/ ٥٥٧.
(٣) ثابت بن الحجاج بن جُمَيْعٍ الكِلَابِيُّ الجَزَرِيُّ الرَّقِّيُّ، تابعي ثقة، روى عن زيد بن ثابت وأبِي هريرة وغيرهم، ذكره ابن حبان في ثقاتِ أتْباعِ التابعين توفِّيَ سنة (١٤٩ هـ). [تهذيب الكمال ٤/ ٣٥١ - ٣٥٢، الثقات ٦/ ١٢٧].
(٤) هذا القول من خطبة قالَها عُمَرُ بعد أن وَلِيَ الخلافةَ، ينظر: المصنف لابن أبِي شيبة ٨/ ١٤٩، الوسيط ٤/ ٣٤٦، تاريخ دمشق ٤٤/ ٢٦٣، ٣١٤، ٣٥٧، الدر المنثور ٦/ ٢٦١، كنز العمال ١٦/ ١٥٩، ١٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>