للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَطاءً هَنِيئًا، فقال: {هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ}؛ أي: أعْطِ مَنْ شِئْتَ، {أَوْ أَمْسِكْ} عَمَّنْ شِئْتَ {بِغَيْرِ حِسَابٍ} قال: إنْ أعْطَى أُجِرَ، وإن لَمْ يُعْطِ لَمْ يكن عليه تَبِعةٌ.

وقال مقاتلٌ (١): هو فِي أمر الشياطين، أراد: خَلِّ مَنْ شِئْتَ، وأوْثِقْ مَنْ شِئْتَ منهم، ولا تَبِعةَ عليك فيما تَتَعاطاهُ، {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (٤٠)} مرجعٍ ومصيرٍ.

فصْلٌ

عن أبِي هريرة رضي اللَّه عنه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه صَلَّى صَلاةً، فقال: "إن الشيطان عَرَضَ لِي نَفْسَهُ عَلَى الصلاة، فأمكنني اللَّه منه، فَذَعَتُّهُ -أي: خَنَقْتُهُ أشَدَّ الخَنْقِ-، ولقد هَمَمْتُ أن أوثِقَهُ إلى ساريةٍ حتى تصبحوا وتنظروا إليه أجمعين، فذكرتُ قَوْلَ سُلَيْمانَ: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} (٢)، فَرَدَّهُ اللَّه خاسِئًا، أو قال: خائبًا" (٣)، رواه البخاري عن إسحاق بن إبراهيم (٤) عن رَوْحٍ وغُنْدَرٍ، ورواه مسلمٌ عن إسحاق بن منصورٍ (٥) عن النَّضْرِ ابن شُمَيْلٍ، كلهم عن شُعْبةَ.


(١) ينظر قوله في الكشف والبيان ٨/ ٢١١.
(٢) جاءت الآية في الأصل هكذا: "رب هب لي ملكًا"، وهو خطأ.
(٣) صحيح البخاري ٢/ ٦١ كتاب الصلاة: باب ما يجوز من العمل في الصلاة، وصحيح مسلم ٢/ ٧٢ كتاب المساجد: باب جواز لعن الشيطان في أثناء الصلاة، ورواه الإمام أحمد في المسند ٢/ ٢٩٨.
(٤) هو إسحاق بن إبراهيم بن مُخَلَّدٍ الحَنْظَلِيُّ، أبو يعقوب التميمي المَرُوزِيُّ، المشهور بابن راهَوَيْهِ، عالِمُ خُراسانَ، وأحد كبار الحفاظ، ثقة صدوق ورع زاهد، طاف البلاد لأخذ الحديث، روى عنه ابن حنبل والبخاري ومسلم وغيرهم، توفي سنة (٢٣٨ هـ). أسير أعلام النبلاء ١١/ ٣٥٨: ٣٨٣، الأعلام ١/ ٢٩٢،
(٥) إسحاق بن منصور بن بَهْرامَ، أبو يعقوب المَرُوزِيُّ، المعروف بالكَوْسَجِ، فقيه حنبلي =

<<  <  ج: ص:  >  >>