للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{أَمِينٍ (٢١)} على الوَحْيِ، وقيل: أمين على سبعين ألف مُحاسِبٍ، و {ثَمَّ} ظرف مكان.

قال المفسرون (١): مِنْ طاعةِ المَلَائِكةِ جِبْرِيلَ أنَّهُ أمَرَ خازِنَ الجَنّةِ ليلة المعراجِ حَتَّى فَتَحَ لِمُحَمَّدٍ -صلى اللَّه عليه وسلم- أبْوابَها، فَدَخَلَها وَرَأى ما فيها، وَأمَرَ خازِنَ جَهَنَّمَ، ففَتَحَ له عنها حَتَّى نَظَرَ إليها، فذلك قوله: {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ}.

[فصل]

عن معاوية بن قُرّةَ (٢) قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لِجِبْرِيلَ عليه السّلام: "ما أحْسَنَ ما أثْنَى عَلَيْكَ رَبُّكَ، فَقالَ: {ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (٢١)}، فَما كانتْ قُوَّتُكَ؟ وَما كانَتْ أمانتكَ؟ قال: أمّا قُوَّتي فَإنِّي بُعِثْتُ إلَى مَدائِنِ قَوْمِ لُوطٍ، وهي أرْبَعُ مَدائِنَ: سَدُومُ وَصامُوراءُ وَعامُوراءُ وَدامُوراءُ، وَفِي كُلِّ مَدِينةٍ أربعمائة ألف مقاتل سِوَى الذَّرارِي، فَحَمَلْتُهُمْ مِنَ الأرْضِ السُّفْلَى حَتَّى سَمِعَ أهْلُ السَّماءِ أصْواتَ الدَّجاجِ وَنُباحَ الكِلَابِ، ثُمَّ هَوَيْتُ بِهِنَّ فَقَلَبْتُهُنَّ، وَأمّا أمانَتِي فَإنِّي لَمْ أُومَرْ بِشَيْءٍ فَعَدَوْتُهُ إلَى غَيْرِهِ" (٣).

قوله: {وَمَا صَاحِبُكُمْ} رفع اسم "ما" {بِمَجْنُونٍ (٢٢)} يعني محمَّدًا -صلى اللَّه عليه وسلم-،


(١) ينظر قولهم في الوسيط للواحدي ٤/ ٤٣١، زاد المسير ٩/ ٤٣، تفسير القرطبي ١٩/ ٢٤٠، اللباب في علوم الكتاب ٢٠/ ١٨٩.
(٢) معاوية بن قُرّةَ بن إياسِ بنِ هَلَالٍ المُزَنيُّ، أبو إياس البصريُّ، تابعيٌّ ثقةٌ، رَوَى عن أبيه وَمَعْقِلِ ابن يَسارٍ وَأبِي أيُّوبَ، وتوفي سنة ١١٣ هـ. [التاريخ الكبير ٧/ ٣٣٠، سير أعلام النبلاء ٥/ ١٥٣].
(٣) ينظر: شفاء الصدور ورقة ٢١٥/ أ، الوسيط ٤/ ٤٣١، مجمع البيان ١٠/ ٢٨١، تاريخ دمشق ٥٠/ ٣٢٥، الدر المنثور ٦/ ٣٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>