للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل]

عن ابن عمر -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَمّا خَلَقَ اللَّهُ تعالَى الجَنّةَ قال لَها: تَكَلَّمِي، فقالت: سَعِدَ مَنْ دَخَلَنِي، فقال الجَبّارُ -عَزَّ وَجَلَّ-: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي! لا يَسْكُنُ فِيكِ ثَمانِيةُ نَفَرٍ من النّاسِ، لا يَسْكُنُ فِيكِ مُدْمِنُ خَمْرٍ، ولا مُصِرٌّ عَلَى زِنًا، ولا قَتّاتٌ -وهو النَّمّامُ-، ولا دَيُّوثٌ، ولا الشُّرْطِيُّ، ولا المُخَنَّت، ولا قاطِعُ الرَّحِمِ، ولا الذي يَقُولُ: عَلَيَّ عَهْدُ اللَّهِ لا فَعَلْتُ كَذا، ثُمَّ يَفْعَلُ" (١).

وَرُوِيَ عن كعب الأحبار أنه قال: "أصابَ بَنِي إسرائيل قَحْطٌ، فَخَرَجَ بِهِمْ مُوسَى عليه السّلام ثَلَاثَ مَرّاتٍ يستسقون، فَلَمْ يُسْقَوْا، فقال موسى: يا رَبِّ! عِبادُكَ قد خرجوا ثلاث مرات فَلَمْ تَسْتَجِبْ دُعاءَهُمْ، فأوحى اللَّهُ تعالَى إليه: يا موسى إنِّي لا أستجيب لك وَلِمَنْ مَعَكَ؛ لأن فيكم رَجُلًا نَمّامًا، قد أصَرَّ على النميمة، فقال موسى: يا رب مَنْ هُوَ حَتَّى نُخْرِجَهُ مِنْ بَيْنِنا؟ فقال اللَّه تعالَى: يا موسى أنْهاكُمْ عن النميمة وَأكُونُ نَمّامًا؟ فتابوا بِأجْمَعِهِمْ فَسُقُوا" (٢).

وَرُوِيَ عن حَمّادِ بنِ سَلَمةَ أنه قال: باعَ رَجُلٌ غُلَامًا، فقال للمشتري: ليس فيه عيب إلّا أنه نَمّامٌ، فاسْتَحَقَّهُ المُشْتَرِي، فاشتراه على ذلك، فَمَكَثَ الغلامُ أيّامًا، ثم قال لزوجة مولاه: إنَّ زَوْجَكِ لا يُحِبُّكِ، وهو يريد أن يَتَسَرَّى عليكِ، أفَتُرِيدِينَ أن يَعْطِفَ عَلَيْكِ؟، قالت: نعم، قال لَها: خُذِي المُوسِيَّ، فاحْلِقِي شَعَرَتَيْنِ من باطن لِحْيَتِهِ إذا نام، ثم جاء الغلام إلَى الزَّوْجِ، فقال له: إن


(١) موضوع، ذكره الفتني في تذكرة الموضوعات ص ١٨١ عن أنس، وينظر كنز العمال ١/ ٤٦٩.
(٢) تفسير القرطبي ٢٠/ ٢٣٩، والوضعُ واضحٌ فيه، وفيه سوء أدب مع اللَّه تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>