للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل]

عن أنَسِ بن مالك -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنَّ الشَّيْطانَ واضِعٌ خَطْمَهُ على قَلْبِ ابنِ آدَمَ، فإذا ذَكَرَ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- خَنَسَ، وَإذا نَسِيَ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- الْتَقَمَ قَلْبَهُ" (١)، الخَطْمُ من البازِي وَمِنْ كُلِّ طائِرٍ: مِنْقارُهُ، وَمِنْ كُلِّ دابّةٍ مُقَدَّمُ أنْفِهِ.

وَرُويَ أن عيسى ابن مريم عليه السّلام دَعا رَبَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- أنْ يُرِيَهُ مَوْضِعَ الشَّيْطانِ من ابن آدم، فَجَلّاهُ لَهُ، فَإذا رَأْسُهُ رَأْسُ الحَيّةِ، واضِعٌ رَأْسَهُ عَلَى ثَمَرةِ القَلْبِ، فإذا ذَكَرَ العَبْدُ رَبَّهُ خَنَسَ وانْقَبَضَ، وإذا لَمْ يَذْكُرْهُ وَضَعَ رَأْسَهُ وانْبَسَطَ على ثَمَرةِ قَلْبِهِ (٢).

وَرَوَى مسلمٌ في صحيحه بإسناده عن عثمان بن أبِي العاصِ أنه أتَى النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إنَّ الشَّيْطانَ قد حالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلَاتِي وَقِراءَتِي يُلْبِسُها عَلَيَّ، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ذاكَ شَيْطانٌ يُقال له: خِنْزِبٌ، فَإذا أحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ منه، واتْفُلْ عَنْ يَسارِكَ ثَلَاثًا"، قال: فَفَعَلْتُ ذلك، فَأذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّي (٣).

وعن أنَسِ بن مالك -رضي اللَّه عنه- قال: "رَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- في الرُّقْيةِ من العَيْنِ والنَّمْلةِ والحُمَّى" (٤)، والنَّمْلةُ: قُرُوحٌ تَخْرُجُ فِي السّاقِ.


(١) رواه أبو يعلى في مسنده ٧/ ٢٧٩، والواحدي في الوسيط ٤/ ٥٧٥، وذكره الهيثميُّ في مجمع الزوائد ٧/ ١٤٩ كتاب التفسير/ ما جاء في المعوذتين.
(٢) رواه مجاهدٌ في تفسيره ٢/ ٧٩٨، وينظر أيضًا: فتح الباري ٦/ ٤١١، ٨/ ٥٧٠، الدر المنثور ٦/ ٤٢٠.
(٣) صحيح مسلم ٧/ ٢١ كتاب السلام: باب التعوذ من الوسوسة في الصلاة.
(٤) رواه الإمام أحمد في المسند ٣/ ١١٨، ١١٩، ١٢٧، ومسلم في صحيحه ٧/ ١٨ كتاب السلام: باب استحباب الرقية من العين.

<<  <  ج: ص:  >  >>