للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَبِّهِ الْأَعْلَى (٢٠) أي: إلا طَلَبَ ثَوابِ اللَّه الآجِلِ بصفاته الكريمة، الرفيع بسلطانه، المَنِيعِ في شأنه وبرهانه، {وَلَسَوْفَ يَرْضَى (٢١)} يعني: بثواب اللَّه تعالَى إذا أدخله الجنة، نزلت هذه الآية أيضًا في أبِي بكر -رضي اللَّه عنه- (١)، وقيل (٢): في أبِي الدَّحْداحِ (٣).

ونصب {ابْتِغَاءَ} على الاستثناء المنقطع، ودخول اللام على "سَوْفَ" -وهو حرفٌ- دليلٌ أن "سَوْفَ" كجزءٍ من الفعل، وإلا فاللام تدخل على الاسم أو ما ضارَعَهُ من الفعل، هكذا ذكره صاحب "إنسان العين" (٤).

[فصل]

رُوِيَ عن النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "هَنِيئًا لَكَ يا أبا بَكْرٍ، هذا جِبْرِيلُ عليه السّلام يُخْبِرُني عن اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- أنه يقول لَكَ: يا أبا بكر: أنا راضٍ عَنْكَ، فَهَلْ


(١) روى الطبري ذلك عن عبد اللَّه بن الزبير في جامع البيان ٣٠/ ٢٨٧، وينظر: شفاء الصدور ورقة ٢٤٥/ ب، أسباب النزول ص ٣٠١، الوسيط ٤/ ٥٥٥، مجمع الزوائد ٧/ ١٣٨ كتاب التفسير: سورة "واللَّيْلِ"، ٩/ ٥٠ كتاب المناقب: باب ما جاء في أبِي بكر.
(٢) ذكره النقاش في شفاء الصدور ورقة ٢٤٥/ ب.
(٣) ويقال: أبو الدَّحْداحةِ، وهو ثابت بن الدَّحْداحِ بن نُعَيْمِ بن غَنْمِ بن إياسٍ، حَلِيفُ الأنصار، أقبل في غزوة أُحُدٍ يَحُثُّ المسلمين على القتال، فَحَمَلَ بمَنْ مَعَهُ على المشركين، فَقَتَلَهُ خالد بن الوليد، وقيل: إنه بَرِئَ من جِراحِهِ، ومات بعد ذلكَ على فراشه بعد عودة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من الحديبية. [أسد الغابة ١/ ٢٢١، الإصابة ١/ ٥٠٣].
(٤) لَمْ يذكر ذلك في عين المعانِي، وقد قال ابن جني: "وكذلك قوله تعالَى: {فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ}، {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}، إنما اللامُ داخِلةٌ فيه على الفعل لا على الحرف". سر صناعة الإعراب ص ٤٠٨، فليس هذا دليلًا على أن "سَوْفَ" كَجُزْءٍ من الفعل كما زعم صاحب إنسان العين، وتابعه الجبلي عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>