للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعنون: ما كُلُّ نَفْسٍ إلّا عليها حافِظٌ، وهي لغة هُذَيْلٍ (١)، يقولون: نَشَدْتُكَ اللَّهَ لَمّا فَعَلْتَ (٢)، بمَعْنَى: إلّا فَعَلْتَ، وَسَألْتُكَ اللَّه لَمّا قُمْتَ، يعنون: إلّا قُمْتَ، وقرأ الآخرون بالتخفيف (٣)، جعلوا "ما" صلةً، مَجازُهُ: إنْ كُلُّ نَفْسٍ لَعَلَيْها حافِظٌ (٤).

[فصل]

عن أبِي أُمامةَ -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وُكِّلَ بالمؤمن سِتُّونَ وَمِائةُ مَلَكٍ، يَذُبُّونَ عَنْهُ ما لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ، مِنْ ذَلِكَ: لِلْبَصَرِ سَبْعةُ أمْلَاكٍ يَذُبُّونَ عَنْهُ، كَما يُذَبُّ عَنْ قَصْعةِ العَسَلِ الذُّبابُ، لَوْ وُكِّلَ العَبْدُ إلَى نَفْسِهِ طَرْفةَ عَيْنٍ لَاخْتَطَفَتْهُ الشَّياطِينُ" (٥).


(١) ذكر الفراء أنها لغة هُذَيْل، فقال: "ونرى أنها لغةٌ في هُذَيْلٍ، يجعلون "إلَّا" مع "إنِ" المخففة "لَمّا"، ولا يجاوزون ذلك، كأنه قال: ما كُلُّ نَفْسٍ إلَّا عَلَيْها حافِظٌ". معانِي القرآن ٣/ ٢٥٤، وذكر ذلك الأزهريُّ، أيضًا، في تهذيب اللغة ١٥/ ٣٤٥، ومعانِي القراءات ٣/ ١٣٨، وينظر: عين المعانِي للسجاوندي ورقة ١٤٤/ أ، وينظر ما سبق فِي الآية ٣٢ من سورة يس ٢/ ٢٣٠.
(٢) حكى سيبويه: أقْسَمْتُ عليك إلَّا فَعَلْتَ وَلَمّا فَعَلْتَ. الكتاب ٣/ ١٠٥، وينظر: إعراب القرآن ٥/ ١٩٨، أمالِيُّ ابن الشجري ٣/ ١٤٥، ١٤٦.
(٣) قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف واليزيدي: "لَما" بالتخفيف، وقرأ الباقون بالتشديد، ورُوِيَ عن هشام التخفيفُ والتشديدُ، ينظر: السبعة ص ٦٧٨، تفسير القرطبي ٢٠/ ٣، ٤، النشر في القراءات العشر ٢/ ٢٩١، البحر المحيط ٨/ ٤٤٨، ٤٤٩، إتحاف فضلاء البشر ١٣٦/ ٢، ٦٠٢.
(٤) قال سيبويه: "ومثلِ ذلك: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}، إنَّما هي: لَعَلَيْها حافِظٌ، وقال تعالى: {وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ}، إنما هي: لَجَمِيعٌ، و"ما" لَغْوٌ". الكتاب ٢/ ١٣٩، وينظر أيضًا: مجاز القرآن ٢/ ٢٩٤، إعراب القرآن ٥/ ١٩٨، حروف المعاني ص ١١، تهذيب اللغة ١٥/ ٣٤٦، معاني الحروف ص ١٣٣.
(٥) رواه الطبرانِيُّ في المعجم الكبير ٨/ ١٦٧، وينظر: الكشف والبيان ١٠/ ١٧٩، مجمع الزوائد ٧/ ٢٠٩ كتاب القَدَرِ: باب دفع ما لَمْ يقدر عليه العبدُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>