للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل]

عن ابن عباس -رضي اللَّه عنه- قال: سألتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قلت: يا رسول اللَّه: ما هذه النعمة الظاهرة والباطنة؟ قال: "أمّا الظاهرة فالإسلام وما حَسَّنَ مِن خَلْقِكَ، وما أَفْضَلَ عليك من الرزق، وأما الباطنة فما سَتَرَ من سوء عملك، يا ابن عباس: يقول اللَّه -تبارك وتعالى-: إِنِّي جعلتُ للمؤمن ثلاثًا: صلاة المؤمن عليه بعد انقطاع عمله أُكَفِّرُ به عنه خطاياه، وجعلت له ثلث ماله لأكفر به عنه خطاياه، وسترت عليه سوء عمله الذي لو قد أَبْدَيْتُهُ للناس نَبَذَهُ أَهْلُهُ فمَنْ سِواهُم" (١).

وفيه تفاسيرُ واختلافٌ بين العلماء يطول شرحها هاهنا، فاكتفينا بحديث المصطفى وتفسيره -صلى اللَّه عليه وسلم-.

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ} يعني: كفار مكة {اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ} يعني: وإن كان الشيطان {يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (٢١)}، قال الأخفش (٢): لفظه استفهام ومعناه تقرير، وقال أبو عُبيدة (٣): "لَوْ" ها هنا: متروكة الجواب، مجازه: أَوَلَوْ كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير؟ أي: موجباته، فيتبعونه.


(١) ينظر: الكشف والبيان ٧/ ٧/ ٣١٨، ٣١٩، الوسيط ٣/ ٤٤٥، عين المعاني ورقة ١٠١/ ب، الدر المنثور ٥/ ١٦٧.
(٢) الذي قاله الأخفش في هذه الآية: "هنا ألف استفهام أدخلها على واو العطف". معاني القرآن ص ٤٤٠، وأما القول الذي حكاه المؤلف هنا عن الأخفش فقد ذكره الثعلبي في الكشف والبيان ٧/ ٣٢٠، والثعلبي في عين المعاني ورقة ١٠١/ ب.
(٣) لم أقف على هذا القول في مجاز القرآن، وإنما ذكره الثعلبي في الكشف والبيان ٧/ ٣٢٠، والسجاوندي في عين المعاني ورقة ١٠١/ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>