للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر:

٥٣٢ - إذا الحادِثاتُ بَلَغْنَ المَدَى... وَكادَتْ لَهُنَّ تَذُوبُ المُهَجْ

وَحَلَّ البَلَاءُ، وَقَلَّ الرَّجاءُ... فَعِنْدَ التَّناهِي يَكُونُ الفَرَجْ (١)

[فصل]

عن ابن عباس -رضي اللَّه عنه- قال: أُهْدِيَ لِرَسولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بَغْلةٌ، أهْداها لَهُ كِسْرَى، فَرَكِبَها بِحَبْلٍ مِنْ شَعَرٍ، ثُمَّ أرْدَفَنِي خَلْفَهُ، ثُمَّ سارَ بِي مَلِيًّا، ثُمَّ الْتَفَتَ إلَيَّ فَقالَ لِي: "يا غُلَامُ! " فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، فقال: "احْفَظِ اللَّه يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّه تَجِدْهُ أمامَكَ، تَعَرَّفْ إلَى اللَّهِ فِي الرَّخاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدّةِ، وَإذا سَألْتَ فاسْألِ اللَّه، وَإذا اسْتَعَنْتَ فاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، فَقَدْ مَضَى القَلَمُ بِما هُوَ كائِنٌ، فَلَوْ جَهِدَ الخَلْقُ أنْ يَنْفَعُوكَ بِما لَمْ يَقْضِهِ اللَّه لَكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَلَوْ جَهِدُوا أنْ يَضُروكَ بما لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّه عَلَيْكَ لَما قَدَرُوا عَلَيْهِ، فَإن اسْتَطَعْتَ أنْ تَعْمَلَ بالصَّبْرِ مَعَ اليَقِيَنِ فافْعَلْ، فَإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فاصْبِرْ، فَإنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى ما تكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، واعْلَمْ أنَّ مَعَ الصَّبْرِ النَّصْرَ، وَأنَّ مَعَ الكَرْبِ الفَرَجَ، وَأنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا" (٢).


(١) البيتان من المتقارب لعَلِيٍّ، رضي اللَّه عنه، ورواية ديوانه:
إذا النائِباتُ بَلَغنَ المَدى... وَكادَت تَذوبُ لَهُنَّ المُهَج
وَحَلَّ البَلاءُ، وَبانَ العَزاءُ... فَعِندَ التَناهي يَكونُ الفَرَج
وَنُسِبا لِمَنْصُورٍ الفَقِيهِ، وهما في ديوانه.
التخريج: ديوان الإمام عَلِيٍّ ص ٥٦، ديوان منصور الفقيه ص ٨٧، الفرج بعد الشدة للتنوخي ٥/ ٢٣، الكشف والبيان ١٠/ ٢٣٦، بهجة المجالس ١/ ١٨٠، القرطبي ٩/ ٢٢٠، الكشكول ص ٤٨٣.
(٢) رواه الإمام أحمد في المسند ١/ ٢٩٣، ٣٠٣، ٣٠٨، والحاكم في المستدرك ٣/ ٥٤١ =

<<  <  ج: ص:  >  >>