للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَنَّ سُنّةً حسنةً كان له أَجْرُهُا ومثلُ أجر من عمل بها من غير أن يُنْقَصَ من أجورهم شيء، ومَنْ سَنَّ سُنّةً سيئة كان عليه وزرها ومثل وزر من عمل بها، من غير أن يُنْقَصَ من أوزارهم شيء" (١).

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ}؛ أي: مكث فيهم ألف سنة {إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا (١٤)} يدعوهم إلى الإيمان باللَّه فكذبوه، ونصب "أَلْفًا" على الظرف (٢)، ونصب {خَمْسِينَ} على الاستثناء من الموجب، و {عَامًا} على التفسير.

[فصل]

رُوِيَ عن ابن عباس -رضي اللَّه عنه- أنه قال: "عاش نوحٌ -عليه السّلام- ألفَ سنة وأربعَمائة سنة وخمسين سنةً، عاش قبل أن يُبعث إلى قومه خمسين ومائتي سنة، ولَبث فِي قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا يدعوهم إلى اللَّه تعالى، ومكث بعد الطُّوفَان خمسين ومائتي سنة، فلما احتُضر قال له مَلَك الموت: يا أطولَ الأنبياء عمرًا، ويا أحسنهم عملًا، كيف رأيتَ الدنيا فِي طول ما عُمِّرتَ؟ قال: فقام إلى بيت له بابان، فدخل من باب، وخرج من الآخر، فقال: يا مَلَك الموت: بمنزلة هذا الذي صنعت" (٣).


(١) رواه الإمام أحمد في المسند ٤/ ٣٦٠ - ٣٦٢، ومسلم في صحيحه ٣/ ٨٦ - ٨٧ كتاب الزكاة/ باب الحث على الصدقة، ٨/ ٦١ كتاب العلم/ باب من سن سنة حسنة، والترمذي في سننه ٤/ ١٤٩ أبواب العلم/ باب فيمن دعا إلى هدى فاتُّبِعَ.
(٢) نصب "أَلْفَ" على الظرف؛ لإضافته إلى ظرف وهو "سَنةٍ".
(٣) روى ابن عساكر هذا الخبر عن أنس عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في تاريخ دمشق ٦٢/ ٢٨١، وينظر: عين المعاني ٩٩/ ب، تفسير القرطبي ١٣/ ٣٣٢، ٣٣٣، الدر المنثور ٥/ ١٤٣، كنز العمال ٣/ ٢٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>