للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب ما جاء فيها من الإعراب]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قولُه -عَزَّ وَجَلَّ-: {سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا} قَرأَه العامّةُ بالرَّفع، بمعنى: هذه سورةٌ؛ لأنّ العربَ لا تبتدئ بالنَّكرة، هذا قولُ الخليل (١) والزَّجّاج (٢)، و {أَنْزَلْنَاهَا}: صفةٌ لها، وقال الأخفش (٣): {سُورَةٌ} ابتداءٌ، وخبَرُه في {أَنْزَلْنَاهَا}، وقَرأَ طلحةُ ابن مصرِّف (٤) والحَسن وعيسى بن عُمر (٥): {سُورَةٌ} بالنَّصبِ (٦) على معنى: أَنْزَلْناها سُورةً، والكنايةُ صلةٌ زائدة (٧)،. . . . . .


(١) الجمل في النحو المنسوب للخليل ص ١٥٨.
(٢) معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٢٧.
(٣) ينظر قوله في الكشف والبيان ٧/ ٦٣، عين المعانِي ٨٨/ ب، تفسير القرطبي ١٢/ ١٥٨.
(٤) طلحة بن مصرف بن كعب بن عمرو الهمدانِي، أبو محمد اليامي الكوفِيُّ، أقرأُ أهلِ الكوفة في عصره، وكان يسمى سَيِّدَ القُرّاءِ، وهو من رجال الحديث الثقات ومن أهل الورع والنسك، توفِّي سنة (١١٢ هـ). [غاية النهاية ١/ ٣٤٣، سير أعلام النبلاء ٥/ ١٩١ - ١٩٣، الأعلام ٣/ ٢٣٠].
(٥) عيسى بن عمر الثقفي بالولاء، أبو سليمان أو أبو عمرو، من أئمة اللغة، شيخ الخليل وسيبويه وأبي عمرو، وهو أول من هَذَّبَ النحو ورَتَّبَهُ، كان صاحبَ تَقَعُّرٍ في كلامه، مكثرًا من استعمال الغريب، من كتبه: الجامع، الإكمال، توفي سنة (١٤٩ هـ). [غاية النهاية ١/ ٦١٣، إنباه الرواة ٢/ ٣٧٤ - ٣٧٧، الأعلام ٥/ ١٠٦].
(٦) وقرأ بالنصب أيضًا: أبو عمرو وابن محيصن ومجاهد وعمر بن عبد العزيز وابن أبي عبلة وأبو حيوة ومحبوب وأم الدرداء وعيسى الهمدانيُّ، ينظر: معاني القرآن للفراء ٢/ ٢٤٤، مختصر ابن خالويه ص ١٠١، المحتسب ٢/ ٩٩، القرطبي ١٢/ ١٥٨، البحر ٦/ ٣٩٢، الإتحاف ٢/ ٢٩١.
(٧) يعني أن {سورة} منصوب على الحال من الهاء في {أَنْزَلْنَاهَا}، إلّا أن الحال تقدمت على صاحبها، وهو قول الفراء في المعاني ٢/ ٢٤٤، ولكن الهاء في {أَنْزَلْنَاهَا} ليست زائدة =

<<  <  ج: ص:  >  >>