للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - الحياةُ العِلميّة:

إذا رجَعْنا إلى كتُب التاريخ وجَدْنا أنّ عصر الدولة الرَّسُوليّة كان مليئًا بالحروب والمنازَعات والصِّراعات بين الرَّسُوليِّين وبين الأئمة الذين كانوا ينازعونَهم المُلْكَ، ولكنه مع ذلك كان أَزْهَى عُصُورِ اليمنِ من الناحية العلمية والفكرية (١).

يقول الزِّرِكلي (٢): "وفي المؤرِّخين مَن يُشَبِّهُ الدولةَ الرَّسُولية في اليمن بدولة العباسيِّين في العراق".

وقال الأكوع (٣): "كان عصر بني رسول أخصَبَ عُصُورِ اليمن، وأكثرَها ازدهارًا بالعلم، وأوسَعَها عطاءً با لإنتاج الفكري، لاهتمامِ ملوكِ بني رسولٍ بِنَشْرِ العلم، ورَفْعِ مكانة العلماء عندَهم وتكريمِهم، وفتحِ أبواب قصورهم لهم في أي وقتٍ شاؤوا، مما جعل كثيرًا من العلماء يُوَلُّونَ وجوهَهم شَطْر مدينة تَعِزَّ حاضرةِ الدولة الرَّسولية، فكانت مَوْئلًا للعلماء، ومَقْصِدًا لهم، يُنِيخُونَ بها ركائبهم، ويُلْقُونَ فيها عصا الترحال، فيجدون من التكريم والتقدير أكثرَ مما يُؤَمِّلُونَ، وفَوْقَ ما يتوقَّعون، كما وَفَد إلى تَعِزَّ عَدَدٌ من العلماء المشهورين، جاؤوا إليها من شتى ديار الإسلام، طَمَعًا في الإفادة والاستفادة، فكانوا يقدِّمون إلى ملوك بني رسول أبدعَ ما جادت به قرائحُهم من مؤلَّفات، ويهدونَها إليهم، فيجيزونهم عليها أسنى الجوائز وأسخاها".


= الحسين ١/ ٤٧٦، ٤٧٧، معجم الأنساب والأسرات الحاكمة في التاريخ الإسلامي ص ١٨٤، تاريخ اليمن لليمانِيِّ ص ١٨٦.
(١) ينظر في هذا ما كتبه الدكتور شوقي ضيف عن الحركة العلمية في اليمن في كتابه "تاريخ الأدب العربِيِّ: عصر الدول والإمارات" ص ٥٢ - ٨١.
(٢) الأعلام ٥/ ٥٦.
(٣) المدارس الإسلامية في اليمن ص ٧ من المقدمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>