للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعودون إليه أبَدًا إلى يوم القيامة"، وقد رَوَى هذا ابنُ عَبّاسٍ عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (١).

وقيل: هو البيت الحرام الذي هو مَعْمُورٌ من الناس، يَعْمُرُهُ اللَّهُ كُلَّ سَنةٍ، وهو أول مسجد وُضِعَ لِلْعِبادةِ في الأرض، يقال: عَمَرَ المَنْزِلُ، فهو عامِرٌ، وعَمَرْتُهُ، فهو مَعْمُورٌ؛ أي: مَأْهُولٌ.

[فصل]

عن أنس رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما مِنْ يَوْمٍ من الأيام إلا وَيَهْبِطُ جِبْرِيلُ وإسْرافِيلُ -عليهما السلام-، ومعهما ملائكةُ سَبْعِ سَماواتٍ، يُصَلُّونَ فِي البيت المعمور قال أنس: قلنا: يا رسول اللَّه: وما البيت المعمور؟ قال: "بيت فِي السماء الرابعة، من لُؤْلُؤةٍ بيضاءَ، له أربعة أركان، فأول رُكْنٍ منها من الياقوت الأحمر، والثانِي من الزَّبَرْجَدِ الأخضر، والثالث من الذهب الأحمر، والرابع من الفضة البيضاء، فإذا كان يومُ الجُمُعةِ، يُنْصَبُ مِنْبَرٌ من الياقوت، ومَنارةٌ من الذَّهَبِ، ويُبْسَطُ بساطٌ من النُّورِ، فيكون المُؤَذِّنُ جِبْرِيلَ، والإمامُ مِيكائِيلَ، فإذا فَرَغُوا من الصَلاة قال جبريل: إلَهِي وسَيِّدِيِ! اجْعَلْ ثَوابَ أذانِي لِلْمُؤَذِّنِينَ من أُمّةِ محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويَبْقَى إسْرافِيلُ وسائرُ الملائكة، فيقولون: إلَهَنا وسَيِّدَنا! اجْعَلْ صَلَاتَنا لِلْمُذْنِبِينَ من أمة محمد عليه السّلام، فيقول اللَّه تعالى: "يا ملائكتي: أتَسْخُونَ عَلَيَّ وأنا مَعْدِنُ السَّخاءِ والكَرَمِ؟! أُشْهِدُكُمْ أنِّي قد غَفَرْتُ للقائلين: لا إله إلّا اللَّه محمد رسول اللَّه" (٢).


(١) رواه الطبرانِيُّ في المعجم الكبير ١١/ ٣٢٩، وعبد الرزاق في مصنفه ٥/ ٢٨ - ٢٩، وذكر العقيلي في الضعفاء الكبير (١/ ١٠٠) أنه لا أصل له، وينظر: الوسيط ٤/ ١٨٤، مجمع الزوائد ٧/ ٢١٣ كتاب التفسير: سورة "والطور".
(٢) لَمْ أعثر له على تخريج.

<<  <  ج: ص:  >  >>