للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبحثُ الخامس العلّة النَّحويّةُ في البستان

استنبطَ النُّحاة عِلَل النَّحو من نَظَرِهِم في كلام العرب، حتى بَلَغت عندَهم ثلاثةً وعشرينَ نوعًا، ذكرها الجليسُ الدِّينَوريّ، فقال (١): "علّة سَماع، وعلّة تشبيه، وعلّة استغناء، وعلّة استثقال، وعلّة فَرْقٍ، وعلّة توكيد، وعلّة تعويض، وعلّة نظير، وعلّة نقيض، وعلّة حَمْل على المعنى، وعلّة مشاكَلةً، وعلّة معادلة، وعلة قُرْبٍ ومجاورة، وعلّة وجوب، وعلّة تغليب، وعلّة اختصار، وعلّة تخفيف، وعلّة دِلالةِ حال، وعلّة أَصْلٍ، وعلّة تحليل، وعلّة إشعار، وعلّة تضادٍّ، وعلّة أَوْلَى".

وقد نَقَل السُّيوطي هذه العِلَلَ عن الدِّينَوري، ولكنه جَعَلها أربعًا وعشرين بزيادة: علّة الجَوازِ (٢).

العلّة البسيطةُ والمركَّبة:

هل يجوز أن يُعَلَّلَ الحكمُ الواحدُ بعلّتَيْنِ أو أكثرَ؟

أجاب الأَنْباري عن هذا السُّؤال فقال (٣): "اعلم أنّ العلماءَ اختلفوا في ذلك، فذهب قومٌ إلى أنه لا يجوز؛ لأنّ هذه العِلّة مُشَبَّهةٌ بالعلّة العقليّة، والعلّة العقليّة لا يَثبُت الحكمُ معَها إلّا بعلّةٍ واحدة، فكذلك ما كان مُشَبَّهًا به، وذهب قومٌ إلى أنه


(١) ثمار الصناعة للجليس الدينوري ص ١٣٥.
(٢) ينظر: الاقتراح للسيوطي ص ١٧٦.
(٣) لمع الأدلة للأنباري ص ١١٧، وينظر: الاقتراح للسيوطي ص ١٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>