الحمدُ للَّه ربّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على المبعوثِ رحمةً للعالمين.
وبعد،
فقد دأب مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، منذ نشأته الميمونة المبارَكة، على الأسهام الفاعل في نشر مجموعةٍ مختارة من أعلاق التراث ونفائسة النادرة، وتكليفِ نُخبةٍ من أفاضل المحقِّقين المتمرِّسين بدقائق الفن القيام بهذه المهمة على أكمل وجه ضمن التقاليد العلمية الراسخة في مسار التحقيق، وإخراج ذلك كُلّه في طبعاتٍ علميةٍ أنيقة استوفت مطالب التحقيق شكلًا ومضمونًا، بحيث غدتْ منشوراتُ المركز شامةً في وجه التراث النضِير، ويتطلّع إلى الإسهام فيها خيرةُ الباحثين والمحقِّقين.
وخلال هذه المسيرة الزاهرة أنجز المركز مجموعةً من كتب التراث القيّمة التي ظَفِرت بتقدير أهل العلم والباحثين؛ لما توفّر لها من ضروب العناية والإتقان، وكان هذا التقدير حافزًا لمواصلة المسيرة، ومُشجِّعًا على إعادة إصدار مجموعة مختارة من الكتب التي نشرت من قبل؛ لوضعها بين يدي الأجيال اللاحقة التي ربما لم تتيسّر لها تلك النشرات الأصيلة المتميزة.
في هذا السياق من الاهتمام والرغبة الصادقة في التجديد وإحياء الكنوز