للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: تَحْزَنُونَ، وهو من الأضداد، تقول العربُ: تَفَكَّهْتُ: إذا تَنَعَّمْتَ، وتَفَكَّهْتُ: إذا حَزِنْتَ، قال أبو عَمْرٍو والكِسائيُّ (١): التَّفَكُّهُ هو: التَّلَهُّفُ على ما فات، وقيل: التَّفَكُّهُ: التَّكلُّمُ فيما لا يَعْنِيكَ، ومنه قيل للمُزاح: فُكاهة".

- لفظُ "الظنِّ": ففي قوله تعالى: {إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ} (٢)، قال الجِبلي (٣): "أي: عَلِمْتُ وأَيْقَنْتُ في الدنيا أَنِّي مُحاسَبٌ في الآخرة، والظَّنُّ يُستعمَلُ في اللُّغة بمعنى: اليقين، ويستوي اللفظُ بحقيقته فيه، ويُسْتَعمَلُ بِمعنى الشَّكِّ، قال أهلُ اللغة: الظَّنُّ من الأَضْداد، يكون يقينًا ويكون شَكًّا، كالرَّجاءِ يكون أَمَلًا ويكون خَوْفًا".

٤ - اهتمامُه بتوضيح التصحيف: ومن أمثلته ما يلي:

- في قوله تعالى: {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ} (٤)، قال الجبلي (٥): "قيل: هو في سَماءِ الدنيا، وقيل: في السَّماء الرابعة بِحِذاءِ الكعبةِ يُقالُ له: الضُّراحُ بضادٍ معجَمة، ومَن رواه بالصّاد المهمَلة فقد صَحَّفَ، ذكره ابنُ الأثير في غريبه" (٦).

٥ - استطرادُه في ذكر أشياءَ بعيدةٍ عن موضوع الآية التي يشرحها:

كان الجِبلي يتطرَّقُ أحيانًا إلى ذِكرِ حكم نَحْويٍّ أو فائدة لُغويّة أو حُكم فِقْهيّ أو غير ذلك ممّا هو خارجٌ عن موضوع الآية التي يتناولها، ومن أمثلة استطراده في ذكر فوائدَ لُغويّة:


(١) ينظر قولهما في تهذيب اللغة للأزهري ١٠/ ٢٨٠، الوسيط للواحدي ٤/ ٢٣٨.
(٢) الحاقة ٢٠.
(٣) البستان ٤/ ٤٥.
(٤) الطور ٤.
(٥) البستان ٣/ ١٨٤.
(٦) النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير ٣/ ٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>