للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل]

عن سَوْدةَ (١) زَوْجِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قالت: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يُبْعَثُ النّاسُ يَوْمَ القِيامةِ حُفاةً عُراةً غُرْلًا، قد ألْجَمَهُمُ العَرَقُ، وَبَلَغَ منهم شُحُومَ الآذانِ"، فقلتُ: يا رسول اللَّه: واسَوْأتاهُ! يَنْظُرُ بَعْضُنا إلَى بَعْضٍ؟ فقال: "قَدْ شُغِلَ النّاسُ عن ذلك"، ثم تلا: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (٣٧)} (٢). ومثله رُوِيَ عن عائشة -رضي اللَّه عنها- عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (٣).

قوله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (٣٨) أي: مُضِيئةٌ حَسَنةٌ، يقال: أسْفَرَ وَجْهُهُ: إذا أضاء، وكذلك: أسْفَرَ الصُّبْحُ: إذا أضاءَ (٤)، وهو رفع بالابتداء وإن كان نكرةً للفائدة التي فيه، والخبر {مُسْفِرَةٌ}، {ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (٣٩) أي: فَرِحةٌ بثَوابِ اللَّه -تعالَى- وَكَرامَتِهِ لَها، و {ضَاحِكَةٌ} نعت لـ {مُسْفِرَةٌ}.

{وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (٤٠)} سَوادٌ وَكَآبةٌ في وُجُوهِ الكَفَرةِ {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (٤١)


(١) هي سَوْدةُ بنت زَمْعةَ بن قيس بن عبد شَمْسٍ، زوج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، كانت في الجاهلية زَوْجَ السَّكْرانِ بن عمرو بن عبد شَمْسٍ، أسلمت وأسلم زوجها، وهاجرا إلى الحبشة الهجرةَ الثانية، ثم عادا إلَى مكة فتوُفِّيَ عنها زوجها، ثم تزوجها النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وتوفيت بالمدينة سنة (٥٤ هـ). [أسد الغابة ٥/ ٤٨٤، الإصابة ٨/ ١٩٦].
(٢) رواه الحاكم في المستدرك ٢/ ٥١٤ - ٥١٥ كتاب التفسير: سورة "عَبَسَ وَتَوَلَّى"، والطبرانِيُّ في المعجم الكبير ٢٤/ ٣٤، وينظر: الوسيط ٤/ ٤٢٥، مجمع الزوائد ١٠/ ٣٣٣ كتاب البعث: باب "كَيْفَ يُحْشَرُ الناسُ".
(٣) تقدم تخريجه في آخر سورة الأنبياء ١/ ٢١٦.
(٤) قاله الزجاج في معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٢٨٤، والنقاش في شفاء الصدور ٢١٠/ ب، وحكاه الأزهري عن الزجاج في التهذيب ١٢/ ٤٠٠، وينظر: غريب القرآن للسجستانِيِّ ص ١٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>