للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: أَهُم هُم، نزلت هذه الآية حين قال المشركون: نتربَّص بمحمد ريبَ المَنُون.

قوله: {كُلُّ نَفْسٍ}؛ أي: من نفوسهم {ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ}؛ أي: نختبركم؛ {بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}؛ أي: ابتلاءً، لننظر كيف شُكرُكم فيما تحبون، وكيف صبرُكم فيما تكرهون {وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (٣٥)} تُردُّون للجزاء على أعمالكم حسنِها وسيِّئها، ونصب "فِتْنةً" على المصدر (١).

[فصل]

عن عائشةَ -رضي اللَّه عنها- قالت: استأذن أبو بكر -رضي اللَّه عنه- على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وقد مات وسُجِّي عليه الثوب، فكشف عن وجهه، ووضع فمه بين عينيه، ووضع يديه على صُدغَيْه، وقال: واخليلاه! واصفياه! صدق اللَّه ورسوله: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (٣٤) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، ثم خرج إلى الناس، فخطب (٢).


= الشاهد في قوله: "هم هم" فإن فيه استفهامًا مقدرًا؛ أي: أهم هم؟ واستشهاد المؤلف بِهذا البيت هنا في غَيْرِ محله؛ لأن الاستفهام في الآية مذكور، وفي البيت مقدر.
التخريج: شرح أشعار الهذليين ص ١٢١٧، غريب الحديث للهروي ١/ ٧٦، أدب الكاتب ص ٤١، الزاهر ١/ ٢٩٨، إعراب القراءات السبع ٢/ ٤٢، الخصائص ١/ ٢٤٧، ٣/ ٣٣٧، مقاييس اللغة ٢/ ٤٢٠، الكشف والبيان ٦/ ٢٧٥، شرح أدب الكاتب للجواليقي ص ١١٦، عين المعاني ورقة ٨٣/ ب، شرح الكافية للرضي ١/ ٢٢٦، اللسان: رفأ، رفا، روع، ها.
(١) يعني أن "فتنة" مصدر من معنى العامل وهو "نبلوكم"، وفيه وجهان آخران، أحدهما: أن يكون مفعولًا له، والثانِي: أن يكون مصدرًا في موضع الحال؛ أي: فاتِنِينَ، ينظر: التبيان ٩١٨، الدر المصون ٥/ ٨٤، ٨٥.
(٢) رواه الإمام أحمد بسنده عن عائشة في المسند ٦/ ٣١، ٢٢٠، وينظر: دلائل النبوة ٧/ ٢١٤، ٢١٥، الدر المنثور ٤/ ٣١٩، كنز العمال ٧/ ٢٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>