للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب ما جاء فيها من الإعراب]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قوله -عَزَّ وَجَلَّ-: {طسم (١)} قد تقدَّم تفسيره فِي سورة الشعراء والنمل، فأغنى عن الإعادة هاهنا إذ المعنى واحد، وقوله: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢)} تقدم أيضًا تفسيره، قال قتادة: مُبِينٌ -واللَّهِ- بَرَكَتَه وهُداهُ ورُشْدَه. فهذا من: بانَ، بمعنى ظَهَرَ، وقال الزجاج (١): مُبِينٌ الحقَّ من الباطل والحلالَ من الحرام، وهذا من: أَبانَ، بمعنى أَظْهَرَ.

وما بعد هذا ظاهر إلى قوله: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ. . . (٧)} الآية، قال الأصمعي: مَرَرْتُ بامرأة تَنْزِعُ من بئر وهي ترتجز بهذه الأبيات:

٨٦ - أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِذَنبي كُلِّهْ

قتلْتُ إِنْسانًا بِغَيْرِ حِلِّهْ

مِثْلَ غَزالٍ كانِسٍ فِي ظِلِّهْ

لِحُسْنِ عَيْنَيْهِ وحُسْنِ دَلِّهْ

وانْتَصَفَ اللَّيْلُ ولمْ أُصَلِّهْ

والْخَمْرُ مِفْتاحٌ لِهذا كُلِّهْ (٢)


(١) ما قاله الزَّجّاج هو أن بانَ وأَبانَ بمعنى واحد، فقد قال: "يقال: بانَ الشَّيْءُ وأَبانَ في معنى واحد، ويقال: بانَ الشيءُ وأَبَنْتُهُ أنا، فمعنى "مُبِينٌ": مُبَيِّنُ خَيْرِهِ وبَرَكَتِهِ، ومُبَيِّنُ الحقِّ من الباطل، والحلالِ من الحرامِ". معاني القرآن وإعرابه ٤/ ١٣١، وينظر: "التهذيب" ١٥/ ٤٩٥.
(٢) الأبيات من الرجز المشطور لديك الجن الحمصي، ورواية البيتين الأخيرين في ديوانه:
وانْصَرَمَ اللَّيْلُ. . . . . .
والسُّكْرُ مِفْتاحٌ. . . . . =

<<  <  ج: ص:  >  >>