للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأجازه على قُبْحٍ، واستشهد بالآية (١).

ولا شاهد لِلْمُبَرِّدِ في الآية؛ لأنه يمكن أن يكون {كُفُوًا} حالًا من {أَحَدٌ} مُقَدَّمًا؛ لأن نعت النكرة إذا تقدم عليها نُصِبَ على الحال، كما تقول: جاءَنِي مُسْرِعًا رَجُلٌ (٢)، وكما قال الشاعر:

لِمَيّةَ مُوحِشًا طَلَلُ... يَلُوحُ كَأنَّهُ خِلَلُ (٣)

[فصل]

عن العَلَاءِ بنِ أبِي محمد الثَّقَفِيِّ (٤) قال: سمعتُ أنَسَ بنَ مالك يقول: كُنّا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بِتَبُوكَ، فطلعت الشمس بضياء وشعاع ونور، لَمْ نَرَها طلعت به فيما مضى، فأتى جبريلُ عليه السّلام رَسُولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال له: "يا جِبْرِيلُ! ما لِي أرى اليوم الشمسَ طلعت بضياء ونور وشعاع لَمْ أرَها طلعت به فيما


= خَيْر مِنْكَ، إذا جعلت "فِيها" مُسْتَقَرًّا، وَلَمْ تجعله على قولك: فِيها زَيْدٌ قائِمٌ، أجْرَيْتَ الصِّفةَ على الاسم، فإن جعلته على قولك: فيها زَيْدٌ قائِمٌ نَصَبْتَ، تقول: ما كان فيها أحَدٌ خَيْرًا مِنْكَ، وما كان أحَدٌ خَيْرًا مِنْكَ فِيها، إلّا أنك إذا أردتَ الإلغاء فَكُلَّما أخَّرْتَ الذي تُلْغِيهِ كان أحْسَنَ، وإذا أردت أن يكون مُسْتَقَرًّا تكتفي به، فَكُلَّما قَدَّمْتَهُ كان أحْسَنَ. . . وجميع ما ذَكَرْتُ لك من التقديم والتأخير والإلغاء والاستقرار عَرَبِيٌّ جَيِّدٌ كَثِيرٌ، فمن ذلك قوله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}، وأهل الجفاء من العرب يقولون: وَلَمْ يَكُنْ كُفُوًا لَهُ أحَدٌ، كأنهم أخَّرُوها حيث كانت غير مستقرة". الكتاب ١/ ٥٥ - ٥٦.
(١) المقتضب ٤/ ٩٠، ٩١.
(٢) قاله النحاس في إعراب القرآن ٥/ ٣١٢، وينظر: مشكل إعراب القرآن ٢/ ٥١٠.
(٣) تقدم هذا البيت برقم ١ ص ١٥.
(٤) العلاء بن زَيْدَلٍ، أو زَيْدٍ الثَّقَفِيُّ البَصْرِيُّ، كان يضع الحديث، روى عن أنس بن مالك وَشَهْرِ ابنِ حَوْشَبٍ، وكان منكر الحديث. [الكامل في الضعفاء ٥/ ٢٢٠، تهذيب الكمال ٢٢/ ٥٠٨ - ٥٠٦، ميزان الاعتدال ٣/ ٩٩].

<<  <  ج: ص:  >  >>