للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (٦)} فالصَّرْصَرُ: الصَّوْتُ الذي لها، وقيل (١): الباردة، والعاتية: الشديدة، عَتَتْ عَلَى خُزّانِها، فَلَمْ تُطِعْهُمْ، وجاوَزَت المِقْدارَ، فَلَمْ يَعْرِفُوا كَمْ خَرَجَ منها، ثم عَتَتْ على عادٍ حتى فَتَّتَتْ أفْئِدَتَهُمْ، والعاتِي: الذي لا يُطاقُ ولا يَلِينُ.

[فصل]

عن قُبَيْصةَ بن ذُؤَيْبٍ (٢) أنه قال: "ما يَخْرُجُ من الرِّيحِ شَيْءٌ إلّا عليها خُزّانٌ يعلمون قَدْرَها وعَدَدَها وكَيْلَها، حتى كانت الرِّيحُ التِي أُرْسِلَتْ على عادٍ، فانْدَفَقَ منها شَيْءٌ لا يَعْلَمُونَ قَدْرَهُ غَضَبًا للَّه تعالى، ولِذَلِكَ سُمِّيَتْ عاتِيةً" (٣).

وعن ابن عباس قال: "قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما أرْسَلَ اللَّهُ تعالى شيئًا مِنْ رِيحٍ إلّا بِمِكْيالٍ، ولا قَطْرةً مِنْ مَطَرٍ إلّا بِمِكْيالٍ، إلّا يَوْمَ عادٍ ويَوْمَ قَوْمِ نُوحٍ، فإن


= الكشف والبيان ١٠/ ٢٦، المحرر الوجيز ٥/ ٣٥٧، زاد المسير ٨/ ٣٤٦، عين المعانِي ورقة ١٣٦/ ب، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٥٨.
(١) قال أبو عبيدة: {رِيحًا صَرْصَرًا}: الشدِيدةُ الصوتِ العاصفُ". مجاز القرآن ٢/ ١٩٦، وقال أيضًا: "صَرْصَرًا: شَدِيدةً ذاتَ صَوْتٍ". مجاز القرآن ٢/ ٢٤٠، وقال أبو عمر الزاهد: {رِيحًا صَرْصَرًا}؛ أي: باردة". ياقوتة الصراط ص ٤٥٣، وينظر أيضًا: تهذيب اللغة ١٢/ ١٠٦.
(٢) قُبَيْصةُ بن ذُؤيبِ بن حَلْحَلةَ، أبو سعيد الخُزاعِيُّ المَدَنِي، نزيل دمشق، ولد عام الفتح ورَوَى عن عثمان وحذيفة وعائشة رضي اللَّه عنهم، كان من فقهاء الصحابة، وكان على خاتم عبد الملك بن مروان بالشام، توفِّي بدمشق سنة (٨٦ هـ). [أسد الغابة ٤/ ١٩١ - ١٩٢، تهذيب الكمال ٢٣/ ٤٧٦ - ٤٨١].
(٣) ينظر: الوسيط ٤/ ٣٤٤، مجمع البيان ١٠/ ١٠٤، الدر المنثور ٦/ ٢٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>