للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ} (١)، {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ} (٢)، {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} (٣)، {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ} (٤)، {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ} (٥) كُلُّهُ على قياسٍ واحدٍ، فَقِسْ بَعْضَهُ على بعضٍ (٦).

قوله: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (٤)} يعني الساعة، سُمِّيَتْ قارعةً لأنها تَقْرَعُ قُلُوبَ العِبادِ بالمَخافةِ.

ثم أخْبَرَ عنهما جميعًا، فقال: {فَأَمَّا ثَمُودُ} ابتداء {فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (٥)} خبره، يعني: عُذِّبُوا بِطُغْيانِهِمْ في نِعَمِ اللَّه، والطُّغْيانُ حَمَلَهُمْ على تكذيب صالحِ عليه السلام، والطاغي من كل شيء: ما عَلَا وَجاوَزَ الحَدَّ، والطّاغِيةُ: الصَّيْحَةُ، وقيل: الصاعقة؛ أي: أخَذَتْهُمْ، وهو ما أخْبَرَ اللَّهُ تعالى عنه في سورة الذاريات، وهو قوله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ} (٧)، والطاغية قيل (٨): هي مصدر كالجاثِيةِ، وقيل (٩): هي نعت مجازه: بِفِعْلَتِهِم الطّاغِيةِ.


(١) الطارق ٢.
(٢) البلد ١٢.
(٣) القدر ٢.
(٤) القارعة ٣.
(٥) الهمزة ٥.
(٦) هذه الفقرة من أول قوله: "وما الأولى ابتداء" نقلها المؤلف من مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٠١، ٤٠٢.
(٧) الذاريات ٤٤، وانظر ما تقدم ٣/ ١٧٦.
(٨) قاله أبو عبيدة وابن قتيبة والزجاج، ينظر: مجاز القرآن ٢/ ٢٦٧، غريب القرآن لابن قتيبة ص ٤٨٣، معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٢١٣، وحكاه الطبري عن ابن عباس وابن زيد ومجاهد والحسن ومقاتل في جامع البيان ٢٩/ ٦٠، وينظر: زاد المسير ٨/ ٣٤٦، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٥٨.
(٩) أو بالصيحة الطاغية، وهذا قول مجاهد وابن زيد وقتادة، ينظر: جامع البيان ٢٩/ ٦٠، ٦١، =

<<  <  ج: ص:  >  >>