للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بابُ ما جاء فيها من الإعراب

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قولُه -عَلَيْهِ السَّلَام-: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١)"قَدْ" حَرْفُ تأكيدٍ (١)، وقال المحقِّقون (٢): معنى "قَدْ": تقريبُ الماضي من الحال، فدَلَّ على أن فلاحَهم قد حصل وهم عليه في الحال، وهذا أبلغُ في الصفة من تجريد ذِكْرِ الفِعْلِ، والمعنى: قد سَعِدَ المُصَدِّقُونَ وَبَقُوا في الجنة، والفلاح: البقاءُ والنجاح، قال عَبِيدٌ (٣):

٢٠ - أَفْلِحْ بِما شِئْتَ، فقَدْ يُرْزَقُ ذُو الْـ... حُمْقِ، وقدْ يُحْرَمُ الأَرِيبُ (٤)


(١) قال سيبويه: "وأما "قَدْ" فجوابٌ لقوله: لَمّا يَفْعَلْ، فتقول: قَدْ فَعَلَ، وزعم الخليل أن هذا الكلام لقوم ينتظرون الخبر". الكتاب ٤/ ٢٢٣، فمعنى كلام سيبويه أنها تفيد التأكيد، وينظر أيضًا: حروف المعاني ص ١٣.
(٢) قال الزجاجي: "قَدْ: معناه التأكيد، وقيل: التقريب إذا دخل على الماضي". حروف المعاني ص ١٣، وهو قول الفراء كما ذكر الواحدي في الوسيط ٣/ ٢٨٤، ولم أقف عليه في معانِي القرآن، وينظر: الكشف والبيان ٧/ ٣٧، المفصل للزمخشري ص ٣١٦، الجنى الدانِي ص ٢٥٤، مغني اللبيب ص ٢٢٨ - ٢٣٠.
(٣) في الأصل: "أبو عبيد"، وهو خطأ، وهو عَبِيدُ بن الأبرص بن عوف أبو زياد الأسديُّ، شاعر من دهاة الجاهلية وحكمائها وأحد أصحَاب المجمهرات، عاصر امرأ القيس وله معه معارضات ومناقضات، وعُمِّرَ طويلًا، وقتله النعمان بن المنذر في يوم بؤسه سنة (٦٠٠ م). [الشعر والشعراء ٢٧٣ - ٢٧٥، الأعلام ٤/ ١٨٨].
(٤) البيت من مجزوء البسيط، ووزنه مضطرب على رواية الديوان، وهي:
أَفْلِحْ بما شِئْتَ فَقَدْ يُدْرَكُ بِالْـ... ضَّعْفِ، وَقَدْ يُخْدَع الأَرِيبُ
اللغة: أفلحْ: فُزْ واظفرْ، ومعناه: عِشْ بما شئتَ من عقل وحمق، فقد يُرْزَقُ الأحمق ويُحْرَمُ العاقلُ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>