للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل]

عن تَمِيمٍ الدّارِيِّ (١) قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنما الدِّينُ النَّصِيحةُ"، قالوا: لِمَنْ يا رسول اللَّهِ؟ قال: "للَّه ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامَّتِهِمْ" (٢).

قوله تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}؛ أي: مُشارَكةٌ في الأمْرِ، ومُتابَعةٌ وقُدْوةٌ في إبراهيم خَلِيلِ الرحمن {وَالَّذِينَ مَعَهُ} من أهل الإيمان {إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ} من أهل الطغيان {إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ}.

قرأ عاصم: {أُسْوَةٌ} بضم الألف، وقرأه الباقون بالكسر (٣)، وكذلك {بُرَآءُ مِنْكُمْ} قرأه العامة على وزن "فُعَلَاءَ" غَيْرَ مُجْرًى، وهو جمع بَرِيءٍ مثل كَرِيمٍ وكُرَماءَ، وقرأ عيسى بن عمر: {إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ} (٤) بالإجراء وكسر الباء على


(١) تَمِيمُ بن أوْسِ بن خارِجةَ، أبو رُقَيّةَ الدّارِيُّ، أسلم سنة (٩ هـ)، نزل بيت المقدس بعد مقتل عثمان، وهو أول من أسْرَجَ السِّراجَ بالمسجد، كان أعْبَدَ أهْلِ فلسطين، توفّي سنة (٤٠ هـ). [أسد الغابة ١/ ٢١٥، الأعلام ٢/ ٨٧].
(٢) رُوِيَ هذا الحديث عن ابن عباس وأبِي هريرة وابن عمر أيضًا، رواه الإمام أحمد في المسند ١/ ٣٥١، ٢/ ٢٩٧، ٤/ ١٠٢، والدارمي في سننه ٢/ ٣١١ كتاب الرقاق: باب "الدين النصيحة"، وأبو داود في سننه ٢/ ٤٦٥ كتاب الأدب: باب في النصيحة.
(٣) ينظر: السبعة لابن مجاهد ص ٦٣٣، البحر المحيط ٨/ ٢٥٢، وكذلك الآية ٢١ من سورة الأحزاب {أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}، وأُسْوةٌ وإسْوةٌ لغتان، قال الفراء: "وهما لغتان، الضُّمُّ في قَيْسٍ، والحَسَنُ وأهْلُ الحجاز يَقْرَءُونَ: {إسْوةٌ} بالكسر في كل القرآن". معانِي القرآن ٣/ ٣٣٩، وينظر: إصلاح المنطق ص ١١٥، معانِي القراءات ٢/ ٢٨٠، ٣/ ٦١، الحجة للفارسي ٣/ ٢٨٣، ٤/ ٣٩.
(٤) وهي قراءة ابن أبِي إسحاق أيضًا، وقرأ عيسى أيضًا وأبو جعفر المدنِي: "بُراءٌ" بضم الباء، ينظر في هذه القراءات: مختصر ابن خالويه ص ١٥٥ - ١٥٦، معانِي القراءات ٣/ ٦٧، =

<<  <  ج: ص:  >  >>