للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزن كَرِيمٍ وكِرامٍ، وأجاز الفراء: "بَراءٌ" (١) بفتح الباء بلفظ الواحد يدل على الجمع كقوله: "إنَّنِي بَرِيءٌ مِمّا تَعْبُدُونَ" (٢)، و"بَرَآءٌ" في الأصل مصدر، فهو يقع للواحد والجمع بلفظٍ واحدٍ، وتحقيقه: إنَّنِي ذُو بَراءٍ أو ذُو تَبَرُّؤٍ منكم (٣).

قوله: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ (٨) أي: تَعْدِلُوا فيما بينكم وبينهم من الوفاء بالعهد، يقال: أقْسَطْتُ إلَى الرَّجُلِ: إذا عامَلْتَهُ بالعَدْلِ (٤)، ومحل {أَنْ} خفض لأنه بَدَلٌ من قوله: {عَنِ الَّذِينَ}، وكذلك محل {أَنْ تَوَلَّوْهُمْ} في الآية بعدها مثله (٥).

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ}؛ أي: اخْتَبِرُوهُنَّ، والامتحان: الاختبار، وهو أن تَحْلِفَ المرأةُ أنها ما هاجرت


= الحجة للفارسي ٤/ ٣٩، المحتسب ٢/ ٣١٩، تفسير القرطبي ١٨/ ٥٦، البحر المحيط ٨/ ٢٥٢.
(١) قال الفراء: "ومن العرب من يقول: "إنّا بَراءٌ مِنْكُمْ" فَيُجْرَى، ولو قُرِئَتْ كذلك كان وجهًا". معانِي القرآن ٣/ ١٥٠، وقال مثله في المقصور والممدود ص ٤٥، وقد قرأ "بَراءٌ" بفتح الباء عيسى الهمدانِي، ينظر: إعراب القرآن ٤/ ٤١٢، تفسير القرطبي ١٨/ ٥٦، البحر المحيط ٨/ ٢٥٢.
(٢) الزخرف ٢٦.
(٣) قاله النحاس في إعراب القرآن ٤/ ٤١٢.
(٤) وَقَسَطَ فهو قاسِطٌ: إذا جارَ عليه، قاله المبرد والزجاج وغيرهما، ينظر: الكامل للمبرد ٣/ ٣٨٨، معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ١٥٨، وينظر أيضًا: التهذيب ٨/ ٣٨٨، الصحاح ٣/ ١١٥٢.
(٥) وهو بدل اشتمال؛ أي: لا ينهاكم اللَّه عن بِرِّ الذين لَمْ يُقاتِلُوكُمْ، قاله الزجاج والنحاس، وأجاز النحاس وجهًا آخرَ، وهو أن يكون مفعولًا من أجله، أي: لا ينهاكم اللَّه كَراهةَ هذا، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ١٥٧، إعراب القرآن ٤/ ٤١٤، وينظر أيضًا: مشكل إعراب القرآن ٢/ ٣٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>