للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصل {إِنَّا} إنَّنا، فحُذفت إحدى النونات لاجتماع الأمثال، والمَحذوفة هي الثانية بدلالة جواز حذفها في "إنَّ"، فتقول: إنْ زَيْدٌ لَقائِمٍ، فتحذف الثانية وتبقي الأولى على سكونها ساكنة، ولو كانت المَحذوفة هي الأولى لبقيت الثانية متحركة؛ لأنها كذلك كانت قبل الحذف، ولا يجوز حذف الثالثة؛ لأنها هي الاسم (١).

[فصل]

عن ابن عمر -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الكَوْثَرُ نَهَرٌ فِي الجَنّةِ، حافَّتاهُ من الذَّهَبِ، وَمَجْراهُ عَلَى الدُّرِّ والياقُوتِ، وَتُرْبَتُهُ أطْيَبُ من المِسْكِ، وَماؤُهُ أحْلَى من العَسَلِ، وَأشَدُّ بَياضًا من الثَّلْجِ" (٢).

وقالت عائشة -رضي اللَّه عنها-: "الكَوْثَرُ نَهَرٌ فِي الجَنّةِ يُخَرْخِرُ في الحَوْضِ (٣)، فَمَنْ أحَبَّ أنْ يَسْمَعَ خَرِيرَهُ فَلْيَجْعَلْ إصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ" (٤).


= إعراب ثلاثين سورة ص ٢٠٩، تهذيب اللغة ١٠/ ١٧٨، مقاييس اللغة ٥/ ١٦١، مجمل اللغة ص ٧٧٨، الصحاح ص ٨٠٣، أساس البلاغة: كثر، الكشاف ٤/ ٢٩٠، شمس العلوم ٩/ ٥٧٦٨، البيان للأنباري ٢/ ٥٤٠، القرطبي ٢٠/ ٢١٦، شرح المفصل ٥/ ٣١، ٣٣، غرائب التفسير ص ١٣٩٧، اللسان: كثر، البحر المحيط ٨/ ٥٢١، الدر المصون ٦/ ٥٧٧، اللباب في علوم الكتاب ٢٠/ ٥٢٠، التاج: كثر.
(١) من أول قوله: "وأصل إنا إننا" قاله ابن جِنِّي وَمَكِّيٌّ، ينظر: سر صناعة الإعراب ص ٥٤٩، ٥٥٠، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٥٠٥، واللفظ لِمَكِّيٍّ، وينظر: اللسان: أنن.
(٢) رواه الإمام أحمد في المسند ٢/ ٦٧، ١١٢، ١٥٨، والترمذي في سننه ٥/ ١٢٠ أبواب تفسير القرآن: سورة الكوثر، والدارمي في سننه ٢/ ٣٣٨ كتاب الرقاق: باب في الكوثر، وينظر: الكشف والبيان ١٠/ ٣٠٩.
(٣) يُخَرْخِرُ: يُصَوِّتُ، والخَرِيرُ والخَرْخَرةُ: صَوْتُ الماءِ. اللسان: خرر.
(٤) ينظر: جامع البيان ٣٠/ ٤١٥، الكشف والبيان ١٠/ ٣٠٩، عين المعانِي ورقة ١٤٨/ ب، =

<<  <  ج: ص:  >  >>