للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي حديث ابن عباس -رضي اللَّه عنه- أنه قال: مَنْ أدْخَلَ إصْبَعَيْهِ في أُذُنَيْهِ سَمِعَ خَرِيرَ الكَوْثَرِ، أراد: مثل صوت خرير الكوثر، ذكره ابن الأثير في غريبه (١).

وقيل: "الكوثر هو الحوض بعينه، وَصِفَتُهُ على ما جاء فِي الأخبار أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وَصَفَ حوض الكوثر، فقال: "حَصْباؤُهُ الياقُوتُ الأحْمَرُ والزَّبَرْجَدُ الأخْضَرُ والدُّرُّ والمَرْجانُ، وحَمْأتُهُ المِسْكُ الأذْفَرُ (٢)، وترابه الكافور، ماؤُهُ أشَدُّ بَياضًا من اللَّبَنِ، وَأحْلَى من العَسَلِ، وَأبْرَدُ من الثَّلْجِ، يَخْرُجُ مِنْ أصْلِ السِّدْرةِ، عُرْضُهُ وَطُولُهُ ما بَيْنَ المشرق والمغرب، حافَّتاهُ الزَّعْفَرانُ وَقِبابُ الدُّرِّ والمَرْجانِ، مَنْ دَخَلَهُ أمِنَ من الغَرَقِ، لا يشرب منه أحَدٌ فَيَظْمَأ، ولا يَتَوَضَّأُ منه أحَدٌ فَيَشْعَثَ (٣)، فيه طُيُورٌ أعْناقُها كَأعْناقِ الجُرُزِ (٤) "، فقال أبو بكر وَعُمَرُ -رضي اللَّه عنهما-: إنَّها لَناعِمةٌ يا رسول اللَّه، فقال عليه السّلام: "آكِلُها أنْعَمُ" (٥).

وعن أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لِحَوْضِي أرْبَعةُ أرْكانٍ، فَأوَّلُ رُكْنٍ منها فِي يَدِ أبِي بَكْرٍ، والثانِي فِي يَدِ عُمَرَ، والثالث


= تفسير ابن كثير ٤/ ٥٩٦، الدر المنثور ٦/ ٤٠٢، ٤٠٣، كشف الخفاء ١/ ١٠٣، كنز العمال ١٤/ ٤٢٥، تذكرة الموضوعات ص ١٦٦.
(١) النهاية في غريب الحديث ٢/ ٢١: خرر.
(٢) حَمْأتُهُ: طِينتُهُ، الأذْفَرُ: الطَّيِّبُ الرّائِحةِ. اللسان: حمأ، ذفر.
(٣) شَعِثَ يَشْعَثُ شَعَثًا وَشُعُوثةً: تَلَبَّدَ شَعَرُهُ واغْبَرَّ. اللسان: شعث.
(٤) الجُرُزُ: جَمْعُ جَزُورٍ، وَهُوَ البَعِيرُ، اللسان: جرز.
(٥) رواه الإمام أحمد مختصرا بسنده عن أنس في المسند ٣/ ٢٢٠، ٢٣٦، والترمذي في سننه ٤/ ٨٧ أبواب صفة الجنة: باب ما جاء في طير الجنة، والحاكم في المستدرك ٢/ ٥٣٧ كتاب التفسير: سورة الكوثر.

<<  <  ج: ص:  >  >>