للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: {وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (٢٠)} يعني: مما يختارون من ألوان الفواكه، يقال: تَخَيَّرْتُ الشَّيْءَ: إذا أخَذْتَ خَيْرَهُ {وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٢١)} قال ابن عباس: "يَخْطُرُ على قلبه الطَّيْرُ، فَيَصِيرُ مُمَثَّلًا بين يديه على ما اشْتَهَى" (١).

[فصل]

عن أبِي سعيد الخُدْرِيِّ قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن فِي الجنة لَطَيْرًا فيه سبعون ألف ريشة، فيجيء فيقع على صَحْفةِ الرَّجُلِ من أهل الجنة، ثم يَنْتَفِضُ فَيَخْرُجُ من كل ريشة لَوْنٌ أبيضُ مِثْلُ الثَّلْجِ والبَرَدِ، وألْيَنُ من الزُّبْدِ، وأعذب من الشَّهْدِ، ليس فيه لون يُشْبِهُ صاحِبَهُ، ثم يطير فيذهب" (٢).

قوله: {وَحُورٌ عِينٌ (٢٢) أي: بِيضٌ عِينٌ كِبارُ الأعْيُنِ، قرأ أبو جعفر وحمزة والكسائي والمُفَضَّلُ بكسر الراء والنون (٣)، أتْبَعُوا آخِرَ الكلام في الإعراب على أوَّلِهِ في اللَّفْظِ دون المعنى؛ لأن الحُورَ لا يُطافُ بِهِنَّ، كقول الشاعر -الحُطَيْئةِ-:

٣٢٦ - إذا ما الغانِياتُ بَرَزْنَ يَوْمًا... وَزَجَّجْنَ الحَواجِبَ والعُيُونا (٤)


(١) ينظر: الوسيط للواحدي ٤/ ٢٣٣، مجمع البيان ٩/ ٣٦١.
(٢) ينظر: الكشف والبيان ٩/ ٢٠٤، تفسير القرطبي ١٧/ ٢٠٤، الدر المنثور ٦/ ١٥٦، كنز العمال ١٤/ ٤٦٢.
(٣) قرأ أبو جعفر وحمزةُ والكسائي، والمفضلُ عن عاصم وأبو جعفر والحسنُ والسُّلَمِيُّ وعمرُو بنُ عبيد وشيبةُ والأعمشُ وطلحةُ وأبانُ وعُصْمةُ: {وَحُورٍ عِينٍ} بالخفض، ينظر: السبعة ص ٦٢٢، تفسير القرطبي ١٧/ ٢٠٤، البحر المحيط ٨/ ٢٠٦، الإتحاف ٢/ ٥١٥.
(٤) البيت من الوافر، ولكنه ليس للحُطَيْئةِ، وإنما هو للراعي النُّمَيْرِيِّ يفتخر، ورواية ديوانه:
وَهِزّةِ نِسوةٍ مِن حَيِّ صِدقٍ... يُزَجِّجنَ الحَواجِبَ والعُيونا =

<<  <  ج: ص:  >  >>