للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعطف العيون على الحواجب، والعَيْنُ لا تُزَجَّجُ وإنما تُكَحَّلُ، والمعنى: وكَحَّلْنَ العُيُونَ، كذلك هاهنا، معناه: ويُكْرَمُونَ بفاكهةٍ ولَحْمِ طَيْرٍ وحُورِ عِينٍ (١)، ويجوز أن يكون خفضا على تقدير: وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (٢).

وقرأ النَّخْعِيُّ وأشْهَبُ العُقَيْلِيُّ: "وَحُورًا عِينًا" (٣) بالنصب، وكذلك هو في مصحف أُبَيٍّ، عَلَى معنى: ويُزَوَّجُونَ حُورًا عِينًا (٤)، قال صاحب "إنسان


= اللغة: زَجَّجَتِ المَرْأةُ حاجِبَها بِالمِزَجِّ: دَقَّقَتْهُ وَطَوَّلَتْهُ، والمِزَجُّ: ما يُزَجَّجُ بِهِ الحاجِبُ.
التخريج: ديوان الراعي ص ٢٦٩، معانِي القرآن للفراء ٣/ ١٢٣، ١٩١، تأويل مشكل القرآن ص ٢١٣، إعراب القرآن ٤/ ٣٢٨، الخصائص ٢/ ٤٣٢، الإنصاف ص ٦١٠، البيان للأنباري ١/ ٤١٧، شرح التسهيل لابن مالك ٢/ ٢٥٤، ٢٦٢، ٣/ ٣٥٠، اللسان: رغب، زجج، ارتشاف الضرب ص ١٤٩٠، مغني اللبيب ص ٤٦٦، شرح شواهد المغني ص ٧٧٥، همع الهوامع ٢/ ١٨٢، ٣/ ١٥٩.
(١) هذا ما قاله الفراء والزجاج والنحاس، ومعناه أن العطف هنا على المعنى، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٣/ ١٢٣ - ١٢٤، معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ١١١، إعراب القرآن ٤/ ٣٢٨، وذهب الفارسي إلى أنه مخفوض على أنه معطوف على {جَنَّاتِ النَّعِيمِ}، فقال: "وَوَجْهُ الجَرِّ أن تَحْمِلَهُ على قوله: {أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (١١) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}، التقدير: أولئك المقربون في جنات النعيم وفي حُورٍ عِينٍ؛ أي: في مُقارَنةِ حُورٍ عِينٍ، ومُعاشَرةِ حُورٍ عِينٍ، فحذف المضاف". الحجة ٤/ ٢١، وذكر مثله في المسائل العسكرية ص ١٦٥، وينظر: الوسيط للواحدي ٤/ ٢٣٣.
(٢) لو قُدِّرَ: وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ، لكان في هذا إضمارٌ للفعل ولحرف الجر، وهو غير جائز عند سيبويه، فقد قال: "ولا يجوز أن تضمر فِعْلًا لا يصل إلا بحرف جَرٍّ؛ لأن حرف الجر لا يُضْمَرُ. . . ولو جاز ذلك لقلت: زيدٍ، تريد: مَرَرْتُ بِزَيْدٍ". الكتاب ١/ ٩٤، وينظر: شرح الكتاب للسيرافِيِّ ٣/ ١٤٠ - ١٤١.
(٣) وهي أيضًا قراءة ابن مسعود وأُبَيٍّ والنَّخْعِيِّ وأشْهَبَ العُقَيْلِيِّ وعيسى بن عمر، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٥١، المحتسب ٢/ ٣٠٩، تفسير القرطبي ١٧/ ٢٠٥، البحر المحيط ٨/ ٢٠٦.
(٤) ذكر سيبويه قراءة "وَحُورًا عِينًا" بالنصب، وأنها مما حُمِلَ على المعنى. الكتاب ١/ ٩٤، ٩٥، =

<<  <  ج: ص:  >  >>