للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ}، وفيه إضمار يعني: لَقَدْ قُتِلَ، وقيل (١): جوابه: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} (٢)، قال ابن الأنباري (٣): وهذا قبيح؛ لأنه قد طال ما بينهما، وقيل (٤): الجواب محذوف.

[فصل]

عن أبِي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اليَوْمُ المَوْعُودُ يَوْمُ القِيامةِ، والمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفةَ، والشّاهِدُ يَوْمُ الجُمُعةِ، ما طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَلا غَرَبَتْ عَلَى يَوْمٍ أفْضَلَ مِنْ يَوْمِ الجُمُعةِ، فِيهِ ساعةُ لَا يُوافِقُها عَبْدٌ مُؤْمِنٌ يَدْعُو اللَّهَ فِيها بِخَيْرٍ إلّا اسْتَجابَ لَهُ، وَلَا يَسْتَعِيذُهُ مِنْ شَرٍّ إلّا أعاذَهُ مِنْهُ" (٥).

وقوله: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (٤) أي: لُعِنَ أصْحابُ الأُخْدُودِ، والأُخْدُودُ: الشَّقُّ فِي الأرض بالطُّولِ كالنَّهَرِ، وجمعه أخادِيدُ (٦)، قال الشاعر:


(١) حكاه الأخفش عن بعضهم في معانِي القرآن ص ٥٣٥، وبه قال المبرد والزجاج والنحاس والنقاش، ويرى المبرد أن هذه الاعتراضات بين القَسَمِ وجَوابه إنما هي توكيد لِلْقَسَمِ، ينظر: المقتضب ٢/ ٣٣٦، معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٣٠٧، إعراب القرآن ٥/ ١٩١، شفاء الصدور ورقة ٢٢٣/ ب، ٢٢٦/ ب، وينظر: البيان للأنباري ٢/ ٥٠٥.
(٢) البروج ١٢.
(٣) إيضاح الوقف والابتداء ص ٩٧٣.
(٤) قاله ابن الأنباري في إيضاح الوقف والابتداء ص ٩٧٢ - ٩٧٣، وحكاه النحاس بغير عزو في إعراب القرآن ٥/ ١٩١، وبه قال الباقولِيُّ والعكبريُّ، ينظر: كشف المشكلات للباقولِيِّ ٢/ ٤١٤، التبيان للعكبري ص ١٢٨٠.
(٥) رواه الترمذي في سننه ٥/ ١٠٧ أبواب تفسير القرآن: سورة البروج، والطبرانِيُّ في المعجم الأوسط ٢/ ١٨، وينظر: الكشف والبيان ١٠/ ١٦٤ - ١٦٥، الوسيط ٤/ ٤٥٨.
(٦) قاله ابن قتيبة والنقاش، ينظر: غريب القرآن لابن قتيبة ص ٥٢٢، شفاء الصدور ورقة ٢٢٤/ أ، وينظر أيضًا: تهذيب اللغة ٦/ ٥٦٠، الصحاح للجوهري ٢/ ٤٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>