للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٠٠ - إنْ لَمْ تَكنْ تَرَكَتْ في الخَدِّ أدْمُعُهُ... خَدًّا فَفِي قَلْبِهِ لِلْحُزْنِ أُخْدُودُ (١)

وقوله: {النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (٥)} قرأه العامة بفتح الواو وهو الحَطَبُ، وقرأ أبو رجاء العُطارِدِيُّ بضم الواو على المصدر (٢)، وكذلك قرأ العامةُ: {النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ} بالكسر فيهما على البدل من {الْأُخْدُودِ}، وهو بدل الاشتمال، وبدلُ معرفةٍ من معرفة، وهما الأخْدُودُ والنّارُ، وإنما كان بَدَلَ الاشتمال؛ لأن الأُخْدُودَ هو الشَّقُّ من الأرض والنارُ فيها (٣)، فيكون بَدَلَ الاشتمالِ، وقيل (٤): على نعت الأُخْدُودِ، وقرأ أشْهَبُ العُقَيْلِيُّ بالرفع فيهما (٥)، على معنى: أحْرَقَتْهُم النّارُ ذاتُ الوقود (٦)، وقصة أصحاب الأخدود مشتهرة في كتب التفسير.


(١) البيت من البسيط، لَمْ أقف له على قائل أو تخريج.
(٢) قرأ أبو رَجاء العُطارِدِيُّ والحَسَنُ وعيسى بنُ عُمَرَ وأبو حَيْوةَ وقَتادةُ وَنَصْرُ بنُ عاصِمٍ: {الْوُقُودِ} بضم الواو، وقرأ الباقون بفتحها، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٧١، تفسير القرطبي ١٩/ ٢٧٨، البحر المحيط ٨/ ٤٤٤.
(٣) قال الفراء: "جَعَلَ الأُخْدُودَ، إذْ كانت النارُ فيها، كأنه قال: قُتِلَ أصْحابُ الأُخْدُودِ ذاتِ الوَقُودِ". معانِي القرآن ٣/ ٢٥٣، وقاله، أيضًا، المبردُ وابنُ السَّرّاجِ والنَّحّاسُ والفارِسِيُّ وغيرهم، ينظر: المقتضب ٤/ ٢٩٧، الأصول ٢/ ٤٧، إعراب القرآن للنحاس ٥/ ١٩٢، الإيضاح العضدي ص ٢٩٤، وينظر، أيضًا: الخصائص ٢/ ٤٢٧، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٦٧.
(٤) وهذا على تقديرِ مضافٍ، قال العكبري: "وقيل: التقدير: ذِي النّارِ؛ لأن الأخدود هو الشق في الأرض". التبيان للعكبري ص ١٢٨٠، وينظر: الدر المصون ٦/ ٥٠٣، اللباب في علوم الكتاب ٢٠/ ٢٥١.
(٥) قرأ أشْهَبُ العُقَيْليُّ وابنُ السَّمَيْفَعِ وأبو السَّمّالِ العَدَوِيُّ: "النّارُ ذاتُ الوَقُودِ" بالرفع فيهما، ينظر: تفسير القرطبي ١٩/ ٢٨٧، البحر المحيط ٨/ ٤٤٤.
(٦) وَقَدَّرَهُ الفَرّاءُ والنَّحّاسُ: قَتَلَتْهُمُ النّارُ ذاتُ الوَقُودِ، ينظر: معاني القرآن للفراء ٣/ ٢٥٣، إعراب القرآن ٢/ ٩٨، ٥/ ١٩٢، وجعل العكبريُّ والمُنْتَجَبُ الهَمْدانِيُّ "النّارُ" خبرًا لمبتدأ محذوف؛ أي: هو النار، ينظر: التبيان للعكبري ص ١٢٨٠، الفريد للهمدانِيِّ ٤/ ٦٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>