للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرأه العامة: "آسِنٍ" بالمد، وقرأه ابن كثير بالقصر (١)، وهما لغتان يقال: آسِنٌ وأسِنٌ، مثل حاذِرٍ وحَذِرٍ.

قوله: {وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ} لَمْ يَحْمُضْ كما تتغير ألبان أهل الدنيا؛ لأنها لَمْ تخرج من ضروع الإبل والبقر والغنم {وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ} لَمْ تُدَنِّسْها الأيدي ولا الأرجلُ، و"لَذّةٍ" نعت لـ "خَمْرٍ" بمعنى: ذات لذة (٢)، ويجوز: لَذّةٌ بالرفع نعت لـ "أنْهارٌ"، ويجوز النصب على المصدر، كما تقول: هُوَ لَكَ هِبةً (٣)، ونظير لَذٍّ ولَذِيذٍ: طَبٌّ وطَبِيبٌ.

قوله: {وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى} من العَكَرِ والكَدَرِ، وهذه الأنهار الأربعة بِيضٌ، تُفَجَّرُ من نَهَرِ الكوثر.

[فصل]

قال كعب الأحبار: نهر دجلة نهر ماء أهل الجنة، ونهر الفرات نهر لبنهم، ونهر مصر نهر خمرهم، ونهر جَيْحانَ نهر عسلهم، وهذه الأنهار الأربعة تخرج من نهر الكوثر (٤).


(١) وهي قراءة حُمَيْدٍ وابن محيصن أيضًا، ينظر: السبعة ص ٦٠٠، البحر المحيط ٨/ ٧٩، الإتحاف ٢/ ٤٧٦.
(٢) يعني أنه على حذف مضاف؛ لأن اللذة مصدرٌ وُصِفَ به، قاله النحاس في إعراب القرآن ٤/ ١٨٤.
(٣) جواز رفعه ونصبه قاله الفراء والنحاس، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٣/ ٦٠، إعراب القرآن ٤/ ١٨٤، وينظر أيضًا: مشكل إعراب القرآن ٢/ ٣٥٧، الفريد ٤/ ٣١٠، وقد ذكر الزمخشري وأبو حيان أنه قرئ: "لَذّةٌ" و"لَذّةَ" بالرفع والنصب، ينظر: الكشاف ٣/ ٥٣٤، البحر المحيط ٨/ ٧٩، وينظر: الدر المصون ٦/ ١٥٠.
(٤) ينظر: الكشف والبيان ٩/ ٣٢، ٣٣، عين المعانِي ورقة ١٢٣/ أ، تفسير القرطبي ١٦/ ٢٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>