للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل (١): قَوْلًا ثَقِيلًا لا يَحْمِلُهُ إلّا قَلْبٌ مُؤَيَّدٌ بالتوفيق ونَفْسٌ مُزَيَّنةٌ بالتوحيد، وقيل (٢): معناه: قَوْلًا خَفِيفًا على اللسان ثَقِيلًا فِي الميزان.

[فصل]

عن عائشة -رضي اللَّه عنها- قالت: سأل الحارثُ بن هشام (٣) رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: يا رسول اللَّه! كيف يأتيك الوَحْيُ؟ فقال: "أحْيانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلةِ الجَرَسِ، وهو أشَدُّ عَلَىَّ، فَيَنْفَصِمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ ما قالَ، وأحْيانًا يَتَمَثَّلُ لِي المَلَكُ فِي صُورةِ رَجُلٍ فَأعِي ما يقول"، قالت عائشةُ: "وَلَقَدْ رَأيْتُهُ يَنْزِلُ عليه فِي اليَوْمِ الشَّدِيدِ البَرْدِ فَيَنْفَصِمُ عنه وَإن جَبِينَهُ لَيَرْفَضُّ عَرَقًا" (٤).

قوله تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} يعني ساعاته كلها، فَكُلُّ ساعة منه ناشِئةٌ،


(١) قاله أبو بكر بن طاهر والحسين بن الفضل، ينظر: الكشف والبيان ١٠/ ٦٠، عين المعانِي ورقة ١٣٨/ ب، تفسير القرطبي ١٩/ ٣٨.
(٢) قاله ابن زيد والحسين بن الفضل، ينظر: الكشف والبيان ١٠/ ٦٠، زاد المسير ٨/ ٣٩٠، عين المعانِي ورقة ١٣٨/ ب.
(٣) الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي، أبو عبد الرحمن القرشي، صحابِيٌّ كان شريفًا في قومه في الجاهلية والإسلام، شهد بَدْرًا مع المشركين، وأسلم يوم الفتح، ثم خرج بأهله وماله إلى الشام في عهد عُمَرَ، فلم يزل مجاهدًا بالشام حتى مات في طاعون عَمْواسَ سنة (١٨ هـ). [أسد الغابة ١/ ٣٥١، الإصابة ١/ ٦٩٧ - ٦٩٩].
(٤) رواه الإمام أحمد في المسند ٦/ ١٥٨، ٢٥٧، والبخاري في صحيحه ١/ ٢ باب "كيف كان بدء الوحي"، ٤/ ٨٠ كتاب بدء الخلق: باب ذِكْرِ الملائكة، ورواه مسلم في صحيحه ٧/ ٨٢ كتاب الفضائل: باب عَرَقِ النبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في البَرْدِ وحِينَ يأتيه الوَحْيُ. ومعنى ارْفَضَّ العَرَقُ والدَّمْعُ: سالَ وتَتابَعَ سَيَلَانُهُ. اللسان: رفض.

<<  <  ج: ص:  >  >>