للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَرُوِيَ عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "مَنْ قَرَأ سُورةَ {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} قالَت الأرْضُ: وَعِزّةِ رَبِّي لأُوسعَنَّ عَلَيْكَ جُهْدِي" (١).

[باب ما جاء فيها من الإعراب]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قوله -عَزَّ وَجَلَّ-: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (١)} يعني: إذا حُرِّكَتْ حَرَكةً شَدِيدةً (٢)، فَتَزَلْزَلَتْ بِأهْلِها مِنْ نَواحِيها، وذلك عند قيام الساعة، و {إِذَا} ظَرْفُ زَمانٍ مُسْتَقْبَلٍ في موضع نصب، والعامل فيه {زُلْزِلَتِ}، وجاز ذلك لأنها بمعنى الشرط، وما بعدها في تقديرِ مَجْزُومٍ بِها (٣).

وقوله: {زِلْزَالَهَا}؛ أي: تَحْرِيكَها، قرأه العامة بكسر الزاي على المصدر،


(١) لَمْ أعثر له على تخريج.
(٢) قاله الزجاج في معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٣٥١، وينظر: تهذيب اللغة ١٣/ ١٦٥، الكشف والبيان ١٠/ ٢٦٣.
(٣) قاله النحاس وَمَكِّيٌّ، ينظر: إعراب القرآن ٥/ ٢٧٥، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٩١، وجعلها مَكِّيٌّ كـ "مَنْ" و"ما" الشرطيتينِ، وما ذهب إليه النَّحّاسُ وَمَكِّيٌّ من أن العامل في "إذا" ما بعدها، وهو فعل الشرط "زُلْزِلَتْ"، مخالفٌ لِما ذهب إليه الجمهورُ من أن العامل فيها جوابها، وهو هنا "تُحَدِّثُ" أو "يَصْدُرُ"، وَعَلَّلُوا ذلك بأن "إذا" مضافة لِما بعدها، فهما ككلمة واحدة، فكما لا يجوز أن يعمل بَعْضُ الكلمة في بعضها الآخر، كذلك لا يجوز أن يعمل المضاف في المضاف إليه، ينظر: التبيان للعكبري ص ١٢٩٩، الفريد للهمدانِيِّ ٤/ ٧١١، ارتشاف الضرب ص ١٤١١، الجنى الدانِي ص ٣٦٩ - ٣٧٥، مغني اللبيب ص ١٣٠ - ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>