للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا وَصَلُوا اتَّصَلُوا، فَهُمْ في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (١).

ورُوِيَ عن سهل بن عبد اللَّه أنه صَلَّى بأصحابه صلاة العشاء، فقرأ: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا}، فَجَعَلَ يُحَرِّكُ فَمَهُ كأنه يَمُصُّ شيئًا، فلما فرغ من صلاته قيل له: أتشرب أم تقرأ؟ فقال: "واللَّهِ لو لَمْ أجِدْ لَذَّتَهُ عند قراءته لَما قَرَأْتُهُ" (٢).

[فصل]

رُوِيَ عن ابن عُمَرَ -رضي اللَّه عنه- عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "إنَّ أدْنَى أهْلِ الجَنّةِ مَنْزِلةً لَيَنْظُرُ فِي مُلْكِهِ ألْفَي عامٍ يَنْظُرُ أزْواجَهُ وَسُرُرَهُ وَخَدَمَهُ، وَإنَّ أفْضَلَهُمْ مَنْزِلةً لَيَنْظُرُ فِي وَجْهِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فِي كل يوم مرتين" (٣).

ويقال: إن الرجل من أهل الجنة له قَصْرٌ، فِي ذلك القَصْرِ سبعون بَيْتًا، كل بيت من لؤلؤة مُجَوَّفةٍ، وطولها فِي السماء فَرْسَخٌ، وَعُرْضُها فَرْسَخٌ فِي فَرْسَخٍ، عليها أربعة آلاف مِصْراعٍ من ذَهَبٍ، في ذلك البيت سَرِيرٌ مَنْسُوجٌ بِقُضْبانِ الدُّرِّ والياقُوتِ، عن يَمِينِ السَّرِيرِ وعن يَسارِهِ أربعة آلاف كُرْسِيٍّ من ذَهَبٍ، قَوائِمُها من ياقُوتٍ أحْمَرَ، على ذلك السرير سبعون فِراشًا، كل فِراشٍ على لَوْنٍ آخَرَ، وهو جالس فوقها مُتَّكِئًا على يساره، وعليه سبعون حُلّةً من الدِّيباجِ،


(١) ينظر: الكشف والبيان ١٠/ ١٠٥، عين المعانِي ورقة ١٤٠/ ب.
(٢) ينظر: الكشف والبيان ١٠/ ١٠٥، عين المعانِي ورقة ١٤٠/ ب، تفسير القرطبي ١٩/ ١٤٧.
(٣) رواه الإمام أحمد في المسند ٢/ ١٣، ٦٤، وابن أبِي شيبة في مصنفه ٨/ ٧٤، والحاكم في المستدرك ٢/ ٥٠٩ كتاب التفسير: سورة القيامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>